لقد أحببت وطني حتى الثمالة، لقد عشقت تاريخه وتراثه حتى النخاع ، إنه الوطن الوديع الذي أمّن للإنسان سبل العيش الكريم واحتضن الوافدين إليه من كل فج عميق، وقد كنت حين أغادره لزيارة الأهل والخلان في سوريا الحبيبة، سرعان ما تشتاق إليه نفسي وتلوج للقائه روحي . إنه الوطن الحبيب الذي شرفه الله بالأماكن المقدسة فكان الملاذ لكل عابد وكان السكن والسكينة لكل مقيم. إنه الوطن الذي أنعم الله عليه مصدر رزق لكل من يبحث عن عمل وعن مستقبل واعد ..
في القرن الواحد والعشرين – ولله الحمد – أصبحت مملكتنا الغالية من ضمن مجموعة الدول العشرين المؤثرة في استقرار النظام المالي العالمي ، وصنفت وفقا لموقع انسايدر الأمريكي الذي ينظر لمؤشر الإنفاق العسكري وامتلاك الأسلحة ، كأقوى دولة عربياً واسلامياً ، والخامسة عالمياً وحققت المملكة أيضاً المرتبة الثانية عالمياً في محور التحسن المستمر في مؤشرالأمن السيبراني الذي يهدف إلى إيجاد بيئة محفزة وداعمة في الأداء الاقتصادي والكفاءة العلمية وكفاءة الأعمال والبنية التحتية ، وسجلت قفزة نوعية في مؤشر الأمم المتحدة لتطور الحكومة الالكترونية والبنية الرقمية وصارت في المرتبة 29 عالمياً بين 139 دولة .
كما قفزت الى المرتبة العاشرة عالمياً في سرعة الانترنت . واعتبرت من الدول الخمسين في العالم كوجهة سياحية نظراً لما تمتلكه من مكنوز تاريخي وتنوع طبيعي وثقافي ، وفي مجال التعليم الجامعي ، فقد نالت جامعة الملك عبد العزيز المرتبة الأولى عربياً وضمن أفضل 201 جامعة عالمياً وفقاً لتصنيف تايمز البريطاني الذي يعتمد في معاييره على جودة التعليم وحجم الأبحاث والابتكار . كما اثبتت المملكة قدرتها على إدارة الحشود في مواسم الحج والعمرة وتسخيرها كافة الامكانيات كقوة ناعمة لفتت الأنظار إليها وأثارت إعجاب بها ، ومع انتشار وباء كورونا مؤخراً ، اثبتت حكومة المملكة قدرتها على إدارة هذه الجائحة والحد من انتشارها من خلال البرامج الاحترازية والتطبيقات الصحية فنالت بكل جدارة ووفقاً لمؤشر ايدمان للثقة 2020 أنها ضمن أكثر الجهات موثوقية في الحد من تأثير الفيروس على المواطنين والمقيمين ..
هذا هو الوطن الحبيب بكل مناقبه ومآثره وفضائله ، ولا يسعنا في يومه الوطني التسعين إلا أن نعاهده أن يبقى اسمه وسام عز وفخر على صدورنا ، وأن نبقى جنوده البواسل وأبناءه الأوفياء ، وخادميه في عملية التنمية والتطوير ..
(..وكل عام والوطن بخير) .
وكل عام وقيادته الحكيمة بخير
وكل عام وشعبه الوفي بخير ..