د. ابراهيم عبدالله المطرف
نستقبل يوم الوطن في الأول من الميزان في كل عام، على وقع قفزات جديدة تضيف لرصيدنا الحضاري والتنموي، وعلى وقع من الرسوخ والثبات في محيط يموج بالمتغيرات، إستكمالا للمسيرة المباركة التي بدأت عام ١٩٣٢، على يد المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن طيب الله ثراه ، بعد رحلة نضال تكللت بجمع شمل الوطن. فنحمد الله ، على ما أنعم به علينا ، من نعمة الأمن والرخاء والاستقرار.
وعند الحديث عن يومنا الوطني ، فإننا نتحدث عن “الوطن” وعن “القيادة” وعن “المواطن” .
فالوطن كلمة تحمل معاني كبيرة وعظيمة. فهو العطاء الذي لا ينضب، وهو المكان الذي نلجأ اليه عندما نريد الأمان . والوطن هو الذي قال فيه المبدع سمو الأمير خالد الفيصل ، في قصيدته “لو مابقى”:
. ومن لا مست أصابعه حدنا لمس
. نقطع ايدينه ما درى من فصلها
اما المواطن في هذا البلد الكريم ، فنسعد بان نقول له “كفو وألف نعم” . فلقد أثبت عبر الأيام والأحداث والمستجدات ، انك في عناق وتوافق مع قيادتك . وقفت معها في أكثر من مناسبة ، وقفة ترفع الرأس ، أذهلت بها العالم ، بقياداته وبرلمانييه ، وسياسييه وأكاديمييه ، وكتابه وعلماء الاجتماع فيه .
لقد أذهلتهم ايها المواطن العزيز ، بوقفة دحرت بها دعاة الفتنة ، وأفشلت بها الافتراءات والأقلام المأجورة . وبذلك إجتزنا كلنا ، نحن السعوديين ، وبكل إفتخار وجدارة وإقتدار ، إمتحان التلاحم والانتماء.
أما القيادة, فقد جاءت القدرة الإلهية بسلمان ، مع لحظة تاريخية، لحظة كان العالم ولا يزال يضج فيها بأعاصير الحرب والعنف والارهاب . وقد تمكن سلمان سلمه الله ، بحكمته وحنكته ، وخبرته لأكثر من ستة عقود في إدارة الحكم ، بان ينجز الكثير خلال الاعوام الخمسة الأولى من عهده ، الانجازات التي تأتي على قمتها التشريعات الجديدة ، وتمكين المرأة ، وتعظيم دور الشباب والنهوض باقتصاد الوطن ، وإعادة هندسة علاقاتنا الدولية ، لتبقى انجازاته تلك ، شاهدا على عصره ، ونهضة بلاده .
ونفخر نحن السعوديون بقيادتنا ، ونعتز بها أيما اعتزاز ، كيف لا ، وهي تسعى ما استطاعت ، لتحقيق مصالحنا الحقيقية ، ووحدتنا الوطنية .
نعم ، نفخر ونعتز بقيادتنا ، لأننا نعرف حق المعرفة ، كم من شعوب شقيت بقياداتها . ونفهم نحن السعوديين جيدا ، الأنماط المختلفة للقيادات ، كما يتحدث عنها المنظرون السياسيون ، ونرى في سلمان ، كل تلك الأنماط من القيادات مجتمعة . فهو قائدنا السياسي ، والاجتماعي ، والديني ، والوطني ، فهو رجل دولة استثنائي ، أصيل في شموخه ، ونبله ، وسيرته.
ولعلي أختم بالقول بأننا ، نحن السعوديون ، نعلم علم اليقين ، بان مصلحتنا في وحدتنا، وقوتنا في تنوعنا ، وتعايشنا ، وتكاتفنا ، وترابطنا ، وكلنا نعمل ، ولله الحمد والمنة ، على تحقيق ذلك التعايش والترابط والإخاء.
أحببت في يوم الوطن ، ان أعبر عما أحمله في نفسي ، من حب لهذه الارض ، بأهلها ، وقيادتها ، وتاريخها ، وتراثها ، وسموها .
حفظ الله بلادنا واهلها من كل مكروه ،،،،،