البلاد – مها العواودة
فيما دعا رئيس الحكومة المكلف، مصطفى أديب، أمس (الاثنين)، الأطراف السياسية اللبنانية إلى تسهيل تشكيل الحكومة التي كان من المفترض الإعلان عنها قبل أسبوع، لا يزال الثنائي “حزب الله” و”حركة أمل” متشبّثين بمطالبهما التي تعطل تشكيل حكومة إنقاذية، في وقت بعث الرئيس اللبناني ميشال عون، برسالة “إحباط وتشاؤم”، قائلاً: “لا يلوح في الأفق أى حل قريب لتشكيل الحكومة، وفي حال لم يتم تأليف الحكومة، فإن لبنان سيمضي إلى جهنم”، مقراً بتعنث الثنائي “حزب الله، وحركة أمل” وتشددهم في تسمية وزراء للحكومة بينهم وزير المالية.
وقال رئيس الحكومة أديب: “أوجاع اللبنانيين تستوجب تعاون جميع الأطراف من أجل تسهيل تشكيل حكومة مهمة محددة البرنامج سبق أن تعهدت الأطراف بدعمها”، مشدداً على أن “لبنان لا يملك ترف إهدار الوقت”، لذلك لابد من تشكيل حكومة اختصاصيين توقف الانهيار، لأن أي تأخير إضافي يفاقم الأزمة ويعمّقها، ويدفع اللبنانيين نحو المزيد من الفقر، والدولة نحو المزيد من العجز.
وحذر مسؤولون وسياسيون لبنانيون من تفاقم الأزمات وتعميقها في حال اعتذر أديب عن التأليف خلال الساعات المقبلة بسبب عقدة “المالية” التي لاتزال تعترض مسار تأليف حكومة المهمة، رغم الاتصالات والمشاورات الداخلية والخارجية المكثفة التي تجري لفك العقدة وتسهيل ولادة التشكيلة الحكومية الجديدة وفق المبادرة الفرنسية للبدء في إجراء إصلاحات تنقذ لبنان، داعين إلى ضرورة تحرك الرئيس عون ليكون له قرار من أجل ضمان تأليف الحكومة وفق ماجاء في خارطة ماكرون، وقطع الطريق أمام المعرقلين من أجل إنقاذ للبنان من الانهيار.
وأكد النائب عن كتلة القوات اللبنانية العميد وهبي قاطيشا، أن الكل اللبناني رهينة في يد الثنائي “حزب الله وحركة أمل” الذي يريد فرض إرادته على تشكيل الحكومة وفي ذلك خلاف للدستور. وأضاف “لابد من موقف لعون في هذه العقدة التي تعيق ولادة الحكومة، والتحرك من أجل إنقاذ لبنان وأن يوقع على تشكيلة حكومة أديب كما أرادها الراعي الفرنسي لإجراء الإصلاحات وإنقاذ ما يمكن إنقاذه”.
ويرى الباحث السياسي الدكتور مكرم رباح أن اعتذار أديب هو الأقرب في ظل تعنت الثنائي، ولكن ليس قبل إجراء محاولات أخرى من قبل فرنسا التي لن تقبل هزيمة مبادرتها بسهولة، مؤكداً أن تمسك الثنائي بحقيبة المالية مجرد مماطلة، وخرق للدستور.
من جانبه، قال المحامي والناشط السياسي جوي لحود، إن “كل المؤشرات تدل على أن المبادرة الفرنسية لاتزال معرقلة وفي طريقها للسقوط بسبب تمسك الثنائي بوزارة المالية، وهو أمر مرفوض من كل المكونات السياسية، مشيراً إلى أن حزب الله المتعنت يدفع باتجاه الاستثمار في حكومة تصريف الأعمال لكسب الوقت، وتمرير المرحلة لحين الانتخابات الأمريكية بإيعاز إيراني، لافتاً إلى أن موقف الرئيس عون تجاه الثنائي خجول، ويتطلب مزيدا من الجرأة والضغط عليهم.