نيويورك- واس
مضت المملكة منذ توقيعها على ميثاق منظمة الأمم المتحدة عام 1945 م داعمة ومناصرة لجهود المجتمع الدولي سعياً لإحلال الأمن والسلام الدوليين ، مرتكزة على ثقلها السياسي ودورها الريادي عربياً وإسلامياً ، وبمشتركات مبادئ الميثاق فعملت ولازالت تعمل دفاعاً عن القضايا العربية والإسلامية ومعالجة مختلف القضايا بالحوار البناء ، وتقديم المساعدات الإنسانية والإغاثية، ومكافحة الإرهاب .
ومع بلوغ الأمم المتحدة عامها الخامس والسبعين تشارك المملكة بوصفها عضواً فاعلاً المجموعة الدولية في مختلف المهام المنضوية تحت أعمال المنظمة التي ستحتفي يوم غد الاثنين بذكرى تأسيسها ، وبحسب إعلان أمينها العام أنطونيو غوتيريش عنونت الفعالية المقررة عبر الاتصال المرئي بـ ” حوار الناس ” .
وجريا على نهجها السنوي تحتفي الأمم المتحدة بهذه المناسبة استشعاراً لمبادئ الميثاق المُوقع عليه في سان فرانسيسكو في 26 يونيو 1945 م ودخل حيز التنفيذ في 24 أكتوبر من نفس العام بوصفة نواة التأسيس لهذه العصبة الأممية وتبنته الدول الأعضاء فيما كانت الحرب العالمية الثانية تضع أوزارها.
وتلتزم المملكة بالأسس التي تضمنها ميثاق الأمم المتحدة ، فمنذ أن وقعت ضمن إحدى وخمسين دولة على الميثاق ومثلها في ذلك المحفل العالمي وزير خارجيتها آنذاك ، الملك فيصل بن عبدالعزيز آل سعود – رحمه الله – سعت نحو تطبيقه على الواقع وحرصت على دعم المنظمة ووكالاتها المتخصصة بوصفها تشكل إطاراً صالحاً للتعاون بين الأمم والشعوب ومنبراً مهماً للتخاطب والتفاهم ووسيلة فاعلة لفض المنازعات وعلاج الأزمات .
وتتمتع المملكة بعضوية عدة منظمات ولجان في الأمم المتحدة وتعتز بالتزامها بالأسس التي تضمنها الميثاق وبسعيها الدؤوب نحو تطبيقه على الواقع لذا حرصت على دعم منظمة الأمم المتحدة ووكالاتها المتخصصة بوصفها تشكل إطاراً صالحاً للتعاون بين الأمم والشعوب ومنبراً مهماً للتخاطب والتفاهم ووسيلة فاعلة لفض المنازعات وعلاج الأزمات.
صوت عربي وإسلامي قوي
وانبرت جهود المملكة بحكم عضويتها ودورها الفاعل في المنظمة صوتاً عربياً وإسلامياً وأممياً تترجمها خطابات قادتها من على منبر الأمم المتحدة دفاعاً عن مختلف القضايا العربية والإسلامية، ودعماً لقضايا الأمن والسلام، والدعوات المتواصلة للحوار بين الحضارات، إضافة إلى مواجهة الإرهاب، وقضايا التنمية والإغاثة والأعمال الإنسانية، إضافة إلى إقامة العلاقات الإنسانية على قواعد الحق والإخاء والعدالة بين الشعوب.
وتعزيزاً للدور الفاعل لهذه المنظمة في حياة شعوب العالم فقد أكد الملك سعود بن عبدالعزيز آل سعود – رحمه الله – في خطابه لدى مشاركته عام 1957 في احتفالات المنظمة بذكرى توقيع ميثاقها ،أي بعد عشر سنوات من تأسيسها ، أن العالم استبشر بميثاق الأمم المتحدة وبميلاد فجر عهد جديد من السلام والحرية والأمل بين جميع الشعوب.
وحمل خطاب أول ملك سعودي يشارك في اجتماعات المنظمة تأصيلاً للقيم الإنسانية المشتركة الباعثة على التعاون بين الشعوب حيث قال – رحمه الله – :” إننا نؤمن بالقيم الإنسانية والروحية، وبالمثل الأخلاقية، وبحق كل إنسان في الحياة الحرة الكريمة الآمنة، والتعاون المثمر الصادق بين البشر لخيرهم المشترك”.
وانطلاقاً من مكانة المملكة الإقليمية والدولية وكعضو مؤسس بمنظمة الأمم المتحدة خاطب الملك فيصل بن عبدالعزيز آل سعود – رحمه الله – عام 1962 م، قادة وممثلي الدول الأعضاء خلال احتفاء الجمعية العمومية للأمم المتحدة بمرور خمسة عشر عاماً على تأسيسها، مشدداَ على أهمية اضطلاع المنظمة بأدوارها المعلنة، وواصلت المملكة على مدى ثلاثة عقود حضورها فعاليات الجمعية العامة للأمم المتحدة ففي الأعوام 1985م و 1995م و 2005م، ورأس صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود – رحمه الله -، وفود المملكة.
وتناول – رحمه الله – في كلمة المملكة التي صادفت عام 1985 م مرور 40 عاماً على تأسيس الأمم المتحدة مختلف الأوضاع السياسية الراهنة آنذاك في منطقة الشرق الأوسط.
الالتزام بالميثاق
وفي الذكرى الخمسين لتأسيس المنظمة عام 1995م ألقى سموه – رحمه الله نيابة عن الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود – رحمه الله – كلمة مؤكدا على ضرورة الالتزام بميثاق الأمم المتحدة وتنفيذ قرارات الشرعية الدولية” كما جددت المملكة في قمة الألفية الجديدة عام 2000م المتزامنة مع مرور خمسة وخمسين عاماً على تأسيس الأمم المتحدة ، تأكيدها على الدور الأممي لتحقيق السلام حيث تضمنت ذلك كلمة المملكة التي ألقاها -ولي العهد آنذاك- الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود – رحمه الله .
وخلال مشاركة المملكة في احتفال الأمم المتحدة بالذكرى الثامنة والخمسين لتأسيسها ألقى رئيس الوفد صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية آنذاك – رحمه الله – كلمة معربا عن قدرة المنظمة على الاستمرار في الوجود والأداء .
مركز دولي لمكافحة الارهاب
وخلال ترؤس الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود – رحمه الله -، وفد المملكة المشارك في احتفال الأمم المتحدة بالذكرى الستين لتأسيسها عام 2005م ألقى – رحمه الله – ألقى كلمة المملكة نيابة عن الملك عبدالله بن عبدالعزيز – رحمه الله.
ومن أبرز جهود المملكة في دعم الأمم المتحدة المقترح الذي تقدم به الملك عبدالله بن عبدالعزيز – رحمه الله – في عام 2006 م ” بإنشاء مركز دولي لمكافحة الإرهاب ” وفي نفس العام تبنت الأمم المتحدة قراراً يقضي بذلك، وفي شهر سبتمبر من عام 2011م تم تدشين مركز الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب وأعلنت المملكة العربية السعودية حينها مساهمتها بمبلغ عشرة ملايين دولار لتغطية ميزانية المركز لثلاث سنوات.
ومن أوجه دعم المملكة لأعمال الأمم المتحدة ، تفضل الملك عبدالله بن عبدالعزيز – رحمه الله – بدعوة أممية للحوار بين أتباع الديانات والثقافات في العالم، وفي 13 أكتوبر 2011 م وقع سمو الأمير سعود الفيصل – رحمه الله – في العاصمة النمساوية فيينا اتفاقية إنشاء ” مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمي للحوار “.
وتعددت جوانب دعم المملكة فشملت الإسهام في الحد من آثار الكوارث الطبيعية ومكافحة الفقر والأمراض من خلال تبرعها لصناديق الأمم المتحدة المتعددة ومنها برامج الغذاء العالمي، ووكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، ومكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا).
مناصب شغلتها المملكة
وشغل منصب المندوب الدائم للمملكة العربية السعودية لدى الأمم المتحدة عدة سفراء: أسعد الفقيه 1948 ــ 1954م ، وأحمد أسعد الشقيري 1955 ــ 1962 م ، وجميل مراد البارودي 1963 ــ 1979 م ، وسمير الشهابي 1983 ــ 1992م ، وجعفر مصطفى اللقاني 1992 ــ 1999م ، وفوزي عبدالمجيد شبكشي 1999 ــ 2006 م ،وخالد عبدالرزاق النفيسي 2006 ــ 2011 م وعبدالله بن يحيى المعلمي من 2011 حتى الآن.
وفي عام 1991 م ترشح مندوب المملكة لدى الأمم المتحدة آنذاك السفير سمير الشهابي، بأغلبية الأصوات في الأمم المتحدة لرئاسة دورة الجمعية العامة للأمم المتحدة السادسة والأربعين.