جدة – صبحي الحداد
ثمة أسئلة تنطلق من منصة الريشة والألوان حول إبداع المرأة السعودية في مجال الفن التشكيلي، وفيما إذا كانت التشكيلية السعودية استطاعت أن تبدع في رحلة الألوان وتتكيف مع واقعها المشحون بالكثير من التفاصيل والجزئيات كأم وإنسانة تبحث عن الوقت ليستوعب احتياجاتها اليومية، تمضي أوقاتا إبداعية مع المرسم واللوحة مع إبداع كبير كانت هي في الأصل ملهمته في اللوحة والقصيدة والرواية والقصة، ولتصبح هي نفسها فنانة تعيش في عزلة مع الفكرة والتقنيات وتحديات معالجة العمل الفني بكل أسسها وقوانينها في عالم الألوان والخطوط والمساحات وأدواتها المتعددة، والغاية أن تقدم في النهاية أعمالاً تثير الدهشة والإعجاب متفاعلة مع معطيات الواقع إجابة هذه الأسئلة تجسدها الفنانة التشكيلية السعودية عبير الجراش والتي استطاعت أن تضع بصمتها التشكيلية على الكمامات النسائية مستغلة إلزامية ارتداء الكمامات، ووضعت بصاماتها على الأقنعة بألوان قوس قزح.
تقول التربوية والفنانة التشكيلية الجراش، وهي تستدعي الألوان من أقاصي ريشتها الفنية: إنها استطاعت خلال فترة المنع من الركض في دائرة موهبتها التشكيلية وأبدعت العديد من الرسومات على الكمامات القماشية، لافتة إلى أنها سارت في طريق فن تشكيلي نوعي لم يسبقها عليه أحد، كما تميزت في عدد من الأنشطة والفنون.
وأضافت أنها أحبت الرسم منذ طفولتها وصقلت موهبتها بمرور الأيام والتجارب ما جعلها تحلّق في فضاء واسع؛ سعياً لتحقيق جملة من الطموحات والآمال التي تطمح إليها، لافتة إلى أن شغفها بالفنون قادها إلى عالم عريض من الأوان وأن الرسم في الكمامات النسائية جزء بسيط من عالمها الفني وأخيرا أوجدت لنفسها مكاناً في معجم الفن التشكيلي السعودي من خلال إبداعها ولوحاتها الواقعية المتميزة.
وعن تجربتها الحالية ومدى استفادتها من الوضع الراهن خلال أزمة كورونا وانعكاسات ذلك عليها كفنانة تشكيلية، قالت: المرأة كائن حساس وهي تعشق الألوان ما دفعني لكي ابدع في الكمامات النسائية بألوان قوس قزح ووجدت الدعم من أسرتي للانطلاق وتنفيذ رسومات كثيرة على الكمامات، موضحة أن الفكرة هطلت على ذاكرتها بسبب شيوع استعمال الكمامات بأنواعها من الجميع رجالاً ونساءً، وبعد إطلاق إلزامية لبسها والبدء باستعمال الكمامات القماشية والقطنية وامكانية صناعتها منزلياً وغسلها وإعادة استعمالها، فقد بدأت في الرسم على الكمامات بطريقة إبداعية لتناسب الموضة.