الخرطوم- البلاد
عندما تنطلق الدعوات الصادقة، وعبارات الشكر المعبرة، من مواطن سوداني غمرت المياه مسكنه، وتهدم منزله، بينما ظلت روح التقدير عنده شامخة راسخة، تصبح للحروف قيمة إضافية، وللدعوات معانٍ عميقةٍ، فالمواطن عوض صالح (٥٧ عاماً)، يرسل عبر (البلاد) عبارات الشكر لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع ـ حفظهما الله – على وقوفهما مع المتضررين من الفيضانات والسيول بالسودان، في الوقت الذي ترفع فيه سكينة الهادي (٦٢ عاماً) كفيها بالدعاء للملك سلمان ولشعب المملكة مختصرة كل الحديث في عبارة موحية من أربع كلمات (ربنا يحميكم، ويحفظ بلدكم)، كما أن مشهد فيديو تداولته الأسافير بالسودان يفيض بالمشاعر النبيلة ترصده (البلاد) لمواطن سوداني يتحدث بمحبة صادقة من داخل مياه الفيضان التي هدت منزله؛ باعثاً بشكره لخادم الحرمين الشريفين، سائلاً المولى سبحانه وتعالى أن يحفظه؛ ويحفظ المملكة من كل شر، موضحاً أن مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية أعد لهم المأوى المؤقت بجلبه لأكبر عدد من الخيام، وأن العاملين بالمركز خاضوا المياه مع المتضررين من الفيضانات، وشاركوهم المحنة، واقتسموا معهم الهم، وخففوا عليهم الابتلاء.
على الصعيد الرسمي، ظلت عبارات الثناء والتقدير للمملكة حكومة وشعباً، تتكرر بحب ووفاء، على كافة المستويات بالسودان بدءاً من الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة الانتقالي، ورئيس الوزراء دكتور عبد الله حمدوك، وصولاً للمسؤولين على كافة مستويات الحكم، في الوقت الذي أكد فيه لـ(البلاد) والي ولاية الخرطوم أيمن نمر أن مواقف المملكة الإنسانية الجليلة الداعمة للسودان ليست مستغربة عليها حكومة وشعباً مشيراً إلي أن مواقف قيادة المملكة وشعبها مع السودان أمر طبيعي ومتوقع، بحكم العلاقة الأزلية التي تجمع بين البلدين، شاكراً القيادة السعودية على سرعة تجاوبها وانفعالها مع كارثة الفيضانات التي عمت السودان، حيث كانت السعودية سباقة كعادتها.
مطار الخرطوم استقبل طائرات تحمل مساعدات إنسانية قادمة من المملكة في وقت مبكر مع بداية كارثة الفيضانات منذ خواتيم شهر أغسطس المنصرم ، وأثناء توزيع مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية بالتعاون مع منظمة «الاغتنام» للتنمية البشرية، المواد الإيوائية التي تشتمل على الخيام والبطانيات والمفارش والحقائب للمتضررين من السيول في حي النيل بمنطقة أبو حجار التابعة لولاية سنار، تصدى بعفوية كاملة ضابط برتبة النقيب للحديث عما ظلت تقدمه المملكة من خلاله مشاهداته اللصيقة، ورؤيته عن كثب؛ باعتباره منتمياً لقوات الدفاع المدني، مؤكداً أنه ظل يعمل بالدفاع المدني أربعين عاماً، وعبر عمله يستطيع الجزم بأن أول طائرة تصل للسودان في حال تعرضه لأية محنة، تأتي من السعودية، وأن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وسمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان دائماً سباقين للخير، وقال النقيب في مقطع فيديو إن شكر القيادة السعودية واجب علينا، داعياً المولى عز وجل أن يحفظ المملكة وأمنها، وأن تظل دائماً يدها ممدودة بالعطاء لمساندة الأشقاء والأصدقاء.
يذكر أن مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، قد بادر بتقديم مساعدات إيوائية وغذائية عاجلة، تزن 90 طنًّا، للمتضررين من السيول في السودان، تشتمل على 300 خيمة، و300 حقيبة إيوائية، و1.800 بطانية، و16 طناً من السلال الغذائية، و40 طناً من التمور؛ لتوزيعها في المناطق المتضررة في ولايات (الخرطوم، سنار، والجزيرة)، يستفيد منها 31.980 فرداً، وتأتي هذه المساعدات امتداداً للجهود الإغاثية والإنسانية التي تقدمها السعودية للشعب السوداني في مختلف المحن والأزمات.