البلاد – رضا سلامة
أكد تقرير لمعهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى، سعي مليشيات إيران إلى تحويل العراق إلى “جمهورية الرعب”، مشيراً إلى أن من يجرؤ على نقد إيران أو ميليشياتها يكون مصيره الاغتيال الجسدي أو المعنوي، في ظل فوضى سلاح المليشيات وامتلاكها وسائل إعلام ومواقع لترهيب خصومها، منوهاً إلى تصاعد الغضب الشعبي ضد المليشيات ونفاد صبر رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي والعالم، ما يجعل المواجهة أقرب من أي وقت مضى. وبحسب التقرير، فإن السخط الشعبي في الشارع العراقي تجاه الميليشيات الإيرانية أثر سلباً على نظرة الناس للحشد الشعبي، وبات العراقيون ينتظرون بفارغ الصبر اليوم الذي يرون فيه شوارعهم وقد خلت من السيارات التي لا تحمل لوحاتها أرقام تعريفية ولا تقف عند أي نقطة أمنية، ومدنهم وقد تحكم فيها القانون لا السلاح المنفلت والفصائل التي تكاثرت مثل الفطر خلال سنوات قليلة.
ولفت التقرير إلى أن رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي ورث دولة يشعر فيها الجميع بالرعب من الميليشيات الإيرانية، التي تقتل المعارضين بدم بارد، مثلما حدث لهشام الهاشمي وريهام يعقوب وتحسين أسامة، وسواهم الكثيرون ممن تمت تصفيتهم جسدياً، أو يتم اغتيالهم معنوياً من خلال الأقلام والمواقع الكثيرة التابعة لهذه الميليشيات والممولة منها. فمن يجرؤ على نقد سلطة الميليشيات سيتهم بالعمالة لإسرائيل أو أمريكا، أو أنه صدامي، أو ربما إرهابي متطرف.
وقال التقرير: إن في العراق عشرات القنوات التلفزيونية والإذاعية والمواقع الإلكترونية الممولة من الميليشيات الإيرانية، تعمل وفق توجيهات موحدة ومنسقة لمهاجمة أي كاتب ينشر أي شيء معاكس لنفوذها أو حتى يعارض التوجهات الإيرانية في العراق والمنطقة، وهو ما يسعى الكاظمي لمحاربته لتحجيم نفوذ المليشيات الإرهابية. وقطع التقرير بأن الكاظمي وحكومته يدركون أن لا فرصة أمامهم للنجاح إلا بالقضاء على هذه المليشيات الإرهابية، منوهاً إلى أن الكاظمي يمارس أقصى درجات الضبط والصبر لتأجيل معركته مع الميليشيات، لكن يبدو أن صبره وليس فقط صبر الشعب ودول العالم، بدأ ينفذ نتيجة التصعيدات والاستفزازات الكثيرة التي تقوم بها تلك الميليشيات، والتي تستعجل المواجهة قبل أن يتمكن رئيس الحكومة من فرض سيطرته الكاملة على الدولة، وتبدو المواجهة بين الطرفين أقرب من أي وقت مضى.
إلى ذلك، تواصل مسلسل الانفجارات في إيران؛ إذ قتل شخص ووقعت أضرار في العديد من المباني والسيارات، جراء انفجار لم تتضح أسبابه وقع أمس، في معمل للبطاريات في محافظة طهران، بحسب ما ذكرت وكالات أنباء محلية.
ونقلت وكالة “تسنيم” عن مسؤول دائرة الإطفاء المحلية إيراج تركماني، قوله: إن الانفجار تسبب بـ”تدمير كامل لمعمل البطاريات، وأدى إلى مقتل شخص وخسارة آخر لأحد أطرافه”، مشيرا إلى أن أسبابه لم تتضح بعد، والتحقيقات جارية لتحديدها.