جدة ـ ياسر بن يوسف
تعمل الفرق الخاصة بوزارة البيئة والمياه والزراعة بتوتيرة ممنهجة من أجل نشر ثقافة الوعي البيئي واحتواء المخالفات في الصيد والتحطبيب العشوائي وإيقاف قراصنة الصيد البحري بالوسائل الممنوعة ، فضلا عن ضبط المحال التي تتعامل في المبيدات المحظورة ، إلى جانب تنظيم العمل في سوق الماشية والأعلاف ، ومكافحة الجراد الصحراوي الذي ينتشر في بعض المناطق، وفي هذه الأيام تواصل الوزارة آليات مكافحة الجراد الصحراوي، بأكثر من 140 فرقة ميدانية في مناطق المملكة، حيث نجحت في مكافحة 680 هكتاراً من الجراد الصحراوي في محافظات الحرجة وبلقرن وباحة تهامة في منطقة عسير، بعد أن شهدت غزو أسراب من الجراد قادمة من الدول المجاورة بسبب ضعف المكافحة، ما ينذر بحدوث موسم شتوي مبكر في المنطقة.
وأوضح مدير مكافحة الجراد والآفات المهاجرة المهندس محمد بن حسين الشمراني ان هناك تنسيقا قائما بشكل كبير جداً للحد من خطر هذه الافة ومتابعة ميدانية وكذلك مراقبة ظروف الطقس والبيئة عبر التقنيات وذلك لمعرفة وجهات الاسراب واماكن جثومها لتسهيل مهمة القضاء عليها عبر عمليات المراقبة والمتابعة لاستكشاف الجراد على مستوى منطقة مكة المكرمة ومحافظة الطائف.
وبين “الشمراني” ان تواجد الاسراب في الطائف يعتبر هجرة غير منتظمة وما زالت الاسراب مستمرة في التنقل بحثاً عن بيئة ملائمة للتكاثر، وهي لا تشكل خطرا حتى الان وذلك للاجهاد الواضح بسبب الهجرة الطويلة من اليمن، والظروف القاسية بالجفاف والبرودة والحرارة أحياناً.
وتم الوقوف على اماكن تواجدها من قبل الفرق الميدانية ومتابعتها اللصيقة وسوف تحكم السيطرة عليها إما بالمكافحة في الطائف أو ستكون لهذه الاسراب الفرصة لتصل للسواحل الغربية ما بين العاصمة المقدسة والليث وستتم أعمال المكافحة قبل أن تسمح لها الفرصة بإحداث التكاثر .
حيث من المتوقع انتقال الاسراب من الطائف نحو الساحل والتهديد سوف يكون على الليث ، ومن المحتمل اذا استمرت شمالاً ان تنحدر غرباً لتصل لمواقع التكاثر في جنوب العاصمة المقدسه ، و اعلن عن استعداد أعمال الفرق الميدانية للمكافحة وتكثيف أعمال الرش ومكافحة الجراد على المساحات الزراعية المهددة.
واضاف الشمراني ان الغزو كثيف وقادم من اليمن وتأثرت منه مناطق عسير وجازان مروراً بالباحه وصولاً الى محافظة الطائف .. وبسبب التوقيت المبكر والاتجاه المختلف للغزو حيث أن الغزو التقليدي يكون من منتصف سبتمبر خلال فترة الخريف المبكره عن طريق السواحل ما بين السعودية واليمن وهذه الفتره تتغير معها تيارات الرياح عن فترة الصيف .. ولكن توقيت الغزو والهجره خلال أغسطس ومطلع سبتمبر أجبرت الاسراب بالهجره شمالاً في المرتفعات وذلك للرياح الشرقيه من شرق المرتفعات والرياح الغربيه القادمه من السواحل نحو المرتفعات مما تسبب في تنقل الاسراب شمالاً مع محاولات يائسه لبعض الاسراب للوصول للساحل حيث الموسم الخريفي او الشتوي المبكر وهناك أسراب كانت تقلع في ساعات الصباح المبكره وتطير قبل هبوب الرياح لتتنقل ما بين الجبال حتى شوهدت في وسط وشمال منطقة جازان .علماً سوف تستمر شدة هذه الموجه وتاثيرها على مناطق التكاثر الشتوي من جازان جنوباً وحتى الليث شمالاًخلال الفترة القادمة بسبب غياب المكافحة بالدول المجاورة وضعف الامكانيات في دول اخرى.
وأضاف أنه تم العثور علي سرب جراد صحراوي خليط ما بين جراد ناضج وغير ناضج وهو السائد في السرب ، بمحافظة الحرجة بمنطقة عسير ، وانتشر السرب بكثافة على طول الوادي في مساحة طولية 7كيلومتر وعرض 5كيلمترات، وتمت مكافحة 100 هكتار في ذات الموقع. ولظروف الطقس الدافئة تحرك جزء كبير من السرب في إتجاه عسير ولم يتم العثور عليه إلا في أبها بباحة تهامة، وتمت مكافحة 250 هكتار وللمرة الثانية تحرك السرب سالكا مسارات بين الوديان وسفوح الجبال الى ان تم رصده بمحافظة بلقرن وفيها تم مكافحة 330 هكتار ولازالت عمليات المتابعة مستمرة لمنع المجموعات هذه من الوصول لمناطق التكاثر الشتوي بالساحل . وهذا نتيجة استمرار فورة الجراد باليمن، وشرق افريقيا.
واستطرد أن هناك تحديات كبيرة تحول دون مكافحة الأسراب بشكل كامل شملت: تغيرات الطقس ودرجات البرودة التي تجبر السرب على الاختباء بين شقوق الجبال الدافئة، والتحرك السريع إلي الأماكن المفتوحة للتغذي والمغادرة سريعاً إلى الأماكن الأكثر جذبا له، وصعوبة المكافحة الأرضية بالسيارات لأن السرب المستهدف دائماً يجثم علي تخوم المنحدرات وشقوق الجبال والأودية ويصعب الوصول إليه، وأيضاً وجود المناحل ومراعي الحيوانات، وأحياناً موارد المياه والمساكن التي تمنع التدخل باستخدام المبيدات في عملية المكافحة، بالإضافة إلى صعوبة استخدام الطائرة لوعورة المناطق وخطورة المناورة في أماكن جثوم السرب لوجود الجبال الشاهقة والمنحدرات العميقة، وكذلك ضيق وقت المكافحة الذي يبدأ عند شروق الشمس وينتهي بمغادرة السرب للموقع، وعادة يكون حتي الساعة العاشرة صباحاً.
وأضاف أن الفرق الميدانية تتبع إستراتيجية كسر حدة السرب بمكافحة الجزء الممكن مكافحته، ومتابعة الجزء المتحرك وملاحقته حتى وصوله لمنطقة مفتوحة على الساحل لتكون مكافحته جوياً.