الإقتصاد

مؤشرات النمو إيجابية والأصعب أصبح خلفنا

جدة- ياسر بن يوسف, عادل بابكير

عكست كلمة وزير المالية وزير الاقتصاد والتخطيط المكلف محمد الجدعان ، في مؤتمر (يوروموني السعودية 2020) حجم الجهود التى بذلتها المملكة لاحتواء آثار تداعيات جائحة كورونا العالمية على الاقتصاد الوطنى والمواطنين، وملامح المرحلة المقبلة للوصول إلى مرحلة التعافي وما يحمله من مؤشرات جيدة.
حول ذلك تحدث لـ “البلاد” عدد من الاقتصاديين مؤكدين أهمية شمولية المواجهة ، حيث قال عضو مجلس إدارة غرفة جدة سابقا المهندس نصار السلمي: إن الأزمة أشارت إلى سلسلة من التحديات يجب البناء عليها؛ من أهمها إعادة النظر في ديناميكية القطاع الخاص ، وتعزيز قدراته دون الاعتماد الكلي على الدعم والإنفاق الحكومى في الأزمات رغم أهميته البالغة، لافتا إلى أن الزيادة التى تحققت في النشاط السياحى الداخلى يجب البناء عليها ، لتأسيس قطاع سياحى فاعل وقادر على المنافسة من خلال التمويل وتنويع البرامج .

وشدد السلمي على أهمية الاستثمار في التقنية؛ باعتبار ذلك ركيزة في مواجهة التحديات الراهنة ، والتوسع في برامج الخصخصة لرفع كفاءة الأداء الحكومي وتقليص الأعباء ودعم مشاركة القطاع الخاص حتى يساهم بـ 65% من الناتج المحلى الإجمالى.
وفي السياق، قال المحلل الاقتصادي علي الحازمي: إن كثيرا من المنظمات العالمية وعلى رأسها صندوق النقد الدولي والبنك الدولي تنظر إلى المملكة نظرة إيجابية من ناحية النمو الاقتصادي وهذا ما نلاحظه في الأرقام التي تغيرت من وقت لآخر ، وعادة الأزمات ليست في مجملها شرًا ، فهناك عوامل إيجابية ويتم الاستفادة منها وهذا ما أكد عليه وزير المالية عندما قال إننا نبحث عن عوامل أخرى لتحفيز الاقتصاد.

وأضاف: في المجمل فإن الأسوأ أصبح خلفنا عندما كانت مستويات النفط تحت العشرين دولارا، واليوم نحن الآن نتحدث عن 45 و46 دولارا ، وإيرادات الدولة في تحسن.
وقارن الحازمي بين حديث الجدعان الحالي مع حديثه السابق، وقال : نرى أن هذا الحديث أكثر إيجابية ومطمئن بشكل أكبر من الحديث السابق، وأرى أن الربع الرابع من العام الجاري سيكون هناك حديث آخر لمعالي الوزير وستضفي عليه صبغة إيجابية بشكل أكبر من الآن ربما تكون مرحلة الخروج من هذه الدوامة بشكل كبير، ويحمل أخبارا سارة ليس لاقتصاد المملكة فقط، بل لمجمل الاقتصاد العالمي.
من جهته، أكد رجل الأعمال يحيى عبدالله الزهراني على أهمية احتواء أي آثار سلبية لجائحة كورونا على الاقتصاد الوطنى والمحافظة على معدلات سيولة جيدة في الأسواق لمنع الدخول في مرحلة انكماش اقتصادي ، وتوقع أن يسهم التحسن في أسعار النفط ، في تقليص عجز الميزانية خلال العام الحالى ، وضخ المزيد من الاستثمارات في القطاعات الحيوية الواعدة بالفرص وأهمها التعدين والصناعة والخدمات اللوجستية للمضى قدما نحو الهدف الأساس لرؤية 2030 المتمثل في زيادة الإيرادات غير النفطية وتقليص الاعتماد على النفط ، مشيدا بحسن إدارة الموارد ودعم خطط الترشيد.

وقال الاقتصادي سعود المرزوقي: إن حديث وزير المالية في مؤتمر “يورومني” الافتراضي، يؤكد على أن الاقتصاد السعودي قوي ويستطيع التعامل مع كافة الأزمات بما يحافظ على مكانتها الاقتصادية، مشيرا إلى ان الحزم والقرارات والإجراءات الاقتصادية التي تم اتخاذها في السنوات القليلة الماضية أسهمت في تماسك الاقتصاد السعودي ، وهذا دليل واضح على ان رؤية الوطن الطموحة 2030 بدأنا نجني ثمارها.
وأضاف ان دعم القطاع الخاص كان له الأثر الإيجابي الكبير جدا حيث عزز هذا الدعم من بقاء الكثير من المنشآت في السوق والمحافظة على العاملين فيها ، كما أن الأزمة أكدت أهمية خطط الدولة للتنمية المستدامة وجذب الاستثمارات وتنويع مجالاتها وفق خطط محكمة وذلك لتجنب أي تقلبات مستقبلا ، وفي الحقيقة أن الجهود الكبيرة التي تبذلها الدولة في كافة القطاعات تصب في مصلحة الوطن والمواطنين وانتعاش السياحة الداخلية ، والأرقام التي حققتها تدل على جهودها.

من جانبه، قال الكاتب والمحلل الاقتصادي عبد الرحمن أحمد الجبيري إن كلمة وزير المالية‬ خلال مشاركته في فعاليات مؤتمر يوروموني ، تعكس واقع المشهد الاقتصادي الذي يسير وفق أطر من التنوع والاستدامة والعمل على عدة خيارات وأدوات تسهم في مواجهة التحديات والمتغيرات معتبراً أن ما ورد من مضامين تحمل رسائل تطمين ومؤشرات إيجابية نحو كفاءة الأدوات التي تم استخدامها لمواجهة تداعيات أزمة كورونا التي ضربت اقتصاديات دول العالم واثرت تباعاً حتى في الدول الاقتصادية المتقدمة.
ولفت الجبيري بأن التحول الاقتصادي السعودي في الأساس يتجه الى التحول نحو الاقتصاد الانتاجي قد بدأ فعليا منذ اطلاق رؤية المملكة ٢٠٣٠ وهو ما أسهم في امتصاص تلك التداعيات خاصة وأن القيادة الرشيدة، قد وجهت- ولاتزال- بدعم وتحفيز القطاعين الخاص والصحة ، حيث تشير التوقعات الى تحسن ايجابي في الأداء الاقتصادي خلال المرحلة القادمة ، وهاهو اقتصادنا – كما قال وزير المالية – يحمل الكثير من التفاؤل والمؤشرات الجيدة ، ويركز كثيرا على التوظيف التام لكافة المقدرات إلى جانب المرونة والأدوات وعناصر القوة التي تجعله يتجاوز التحديات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *