البلاد – مها العواودة
أكد النائب اللبناني السابق د. فارس سعيد أن زيارة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون إلى لبنان ومبادرته للإنقاذ بعد انفجار مرفأ بيروت مطلع الشهر الماضي الذي أودى بحياة 190 شخصا على الأقل إضافة إلى آلاف الجرحى وخسائر فادحة لن تنجح في حل مشكلات لبنان، إنما هي من أجل شراء الوقت حتى تجاوز الانتخابات الأمريكية، وفيها تحقيق مصالح فرنسية خاصة.
وقال: “زيارة ماكرون في الوقت الضائع، أمريكا لن تبدل مواقفها تجاه إيران وحتى السياسة الاستراتيجية في المنطقة قبل الانتخابات، ومن هنا كانت الأجواء مناسبة للرئيس الشاب بزيارة لبنان حاملاً خارطة ليعبر لبنان حتى الانتخابات الأمريكية بشكل أفضل”. كما أشار إلى أن السياسة الأمريكية الخشنة الحازمة مع إيران تختلف عن السياسة الفرنسية التي تمتاز بالانفتاح عليها باعتبار ذلك يفيد أوروبا والمصالح الفرنسية بشكل خاص، وقد بدا ذلك واضحاً خلال اجتماعه مع ممثل حزب الله النائب محمد رعد في قصر الصنوبر.
ولفت إلى أن خطة ماكرون تبين منها جلياً أنها ركزت على أن يكون تكليف جديد لرئيس، تم اختياره من قبل حزب الله وبسرعة قصوى، حتى “لا يموت الذئب ولا يفنى الغنم”. ويرى النائب اللبناني في اختيار رؤساء الحكومات السابقين الأربعة خطأ فادحاً عندما اجتمعوا لتشكيل مجلس ملة، واختيار اسم قدمه حزب الله لهم ليكون رئيس الحكومة الجديدة ، وأن في ذلك نسفا للدستور اللبناني واتفاق الطائف وتجاوز ذلك للدخول إلى طقوس وأعراف لاتشبه السياسة اللبنانية ، مستبعداً نجاح حكومة أديب في تجاوز أزمات البلد وتقديم الإصلاحات اللازمة، وفي ذلك ليس هناك إمكانية لأي ائتمال في ظل دوائر القرار العربية والخارجية وتحديدا الأمريكية الرافضة لمساعدة لبنان في ظل استمرار النفوذ الإيراني الكبير في البلد، كما اعتبر سحب حزب الله مؤخراً أكثر من 2500 مقاتل وخبراء وقادة عسكريين من سوريا بأنه أول دفعة من ثمن التسوية، مؤكداً ألا تعديل أو إصلاح في ظل السلاح غير الشرعي.