البلاد – رضا سلامة
أدان تقرير أممي جديد أوضاع حقوق الإنسان والحريات في إيران، مؤكدًا انتهاج النظام أساليب قمع غير مسبوقة ضد المحتجين، فيما تتوالى التنديدات ضد حكم الإعدام الصادر بحق الرياضي الإيراني نويد أفكاري، على خلفية مشاركته في احتجاجات مناهضة للنظام. وفي حين تشدد واشنطن العقوبات لتجفيف منابع تمويل الإرهاب، أقر الملالي بقسوة الإجراءات الأمريكية وعدم القدرة على بيع حتى قطرة من النفط.
ووصف مقرر الأمم المتحدة الخاص المعنيّ بحقوق الإنسان في إيران، جاويد رحمن، في أحدث تقرير، القمع العنيف لاحتجاجات نوفمبر الماضي بأنه “غير مسبوق ومثير للقلق”، منوهًا إلى أن استخدام قوات الأمن للعنف المفرط تسبب في مقتل وإصابة آلاف المتظاهرين، مضيفًا أن المعتقلين تعرضوا للتعذيب، وبعد محاكمات جائرة صدرت بحقهم أحكام قاسية؛ منها الإعدام.
وتطرق التقرير إلى مواجهة السلطات الإيرانية العنيفة للاحتجاجات التي أعقبت إسقاط طائرة الركاب الأوكرانية بصاروخين للحرس الثوري، أوائل يناير الماضي، مشيرًا إلى أنها تُظهر مواصلة النظام استخدام القوة الغاشمة لقمع حرية التعبير والتجمع السلمي.
يأتى ذلك، بعدما وثق تقرير لمنظمة العفو الدولية، نشر قبل يومين، وحمل عنوان “سحق الإنسانية”، ممارسات مروعة لحقوق الإنسان ارتكبها النظام الإيراني ضد المحتجين والمعتقلين في حراك نوفمبر الماضي، الذي اندلع للتنديد برفع أسعار البنزين ثم تطور للمطالبة بإسقاط النظام.
وفي سياق ذي صلة، دعا الرئيس الأمريكي ترمب، السلطات الإيرانية إلى الامتناع عن تنفيذ حكم بالإعدام صدر بحق مصارع شاب على خلفية مشاركته في تظاهرات ضد النظام في صيف 2018. وقال في تغريدة على “تويتر”، أمس (الجمعة): “الجريمة الوحيدة التي ارتكبها المصارع الإيراني المحبوب نويد أفكاري، البالغ من العمر 27 عامًا، كانت المشاركة في احتجاجات مناهضة للنظام”، مضيفًا :”نويد أفكاري والمتظاهرون الآخرون احتجوا على تدهور الوضع الاقتصادي والتضخم”، مطالباً مرشد النظام الإيراني بالعزوف عن إعدامه.
وكانت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية، مورغان أورتاغوس، قالت: إن بلادها ودولا أخرى غاضبة من حكم الإعدام الصادر بحق “أفكاري”، منددة بتعرضه للتعذيب لانتزاع اعتراف كاذب، وبتعذيب شقيقيه والحكم عليهما بالسجن لعقود.
يذكر أن قضية “أفكاري” شغلت الشارع الإيراني وطالبت شخصيات محلية وأجنبية بإلغاء العقوبة التي صدرت بحقه، لا سيّما بعدما أفادت معلومات ومصادر موثوقة أن إدانة الرياضي الشاب تمت بناء على اعترافات انتزعت تحت التعذيب.
وأعدمت إيران في 2019 ما لا يقل عن 251 شخصًا، باعتبارها ثاني دولة في العالم بعد الصين في قائمة أكثر الدول تنفيذًا لعقوبة الإعدام، وفقًا لأحدث تقرير عالمي عن عقوبة الإعدام نشرته منظمة العفو الدولية، وغالباً تستخدم إيران العقوبة سياسياً ضد معارضين وناشطين بعد محاكمات سريعة وغير عادلة تفتقد للأدلة والمعايير القانونية الواجبة. وفي استمرار لضرباتها المؤلمة فوق رأس إيران الإرهابية، جاءت العقوبات الأمريكية الجديدة على 3 شخصيات و11 كيانا يرتبطون بقطاعي البترول والبتروكيماويات، لتؤكد عزم واشنطن تكسير أذرع طهران الدموية وملاحقة إرهابها،. وشدد وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو على أنه يجب إيقاف استغلال إيران لمواردها الطبيعية لتمويل الإرهاب والدمار، وعلق وزير الخزانة الأمريكي ستيفن منوشن أن طهران تستخدم عائدات البتروكيماويات لزعزعة استقرار المنطقة. ويرى مراقبون أن النهج الأمريكي تجاه طهران، قلل كثيراً من إرهابها، حيث باتت غير قادرة على تصدير ولو برميل نفط واحد إلا عن طريق التهريب.