يقال في الأوساط الكروية إن الهلال ثابت والبقية متحركون، وربما قد يكون حان وقت إعادة صياغة العبارة لتكون “الهلال يدور في فلكه وحيداً”. فالوصول إلى هذه المرحلة يعني الاستمرارية، والثبات، والصمود في وجه الأزمات، والقيام سريعاً بعد السقوط، وهذه صفات الأندية الكبرى في العالم، فهم لا يدّعون الكمال ، ولا يكثرون التشكي ، وينتقلون من مرحلة إلى أخرى في أسرع وقت؛ لذلك هم من يتحكم في مصيرهم، وليس الآخرون.
في رأيي الشخصي، فإن تحقيق الهلال للقب دوري سمو سيدي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، جاء في ظروف غير اعتيادية، وإن كنت ممن لا يحبون المسميات والألقاب في كل صغيرة وكبيرة، إلا أنني أجد نفسي أسمي هذا الموسم بالدوري الخارق للعادة أو دوري الأوقات الصعبة، وهذا اللقب جاء نتيجة عمل وثبات، حافظ عليه الفريق منذ مبارياته في البطولة الآسيوية وهذا الثبات لم يكن فنياً فقط ، ولكنه كان إداريًا ، ونفسياً ، وهذا أمر ليس بالسهل المحافظة عليه مع الضغوطات المتتالية للمباريات، والضغوطات الإعلامية التي تحيط بأي فريق كبير، يكون في بحث مستمر عن البطولات، وينافس عليها بشكل دائم، وهذا يؤكد العمل الإداري الكبير الذي تقوم به إدارة فهد بن نافل، الذي اعتبره مكسبا للوسط الرياضي بعقليته وشخصيته الهادئة والرزينة، وقليلة الكلام، وهذا الصفات الرئيسة في القائد، والإداري الناجح، فهو يدرك أن خير الكلام ماقل ودل ، ويعرف أن أسلوب وشخصية القائد تنعكس بشكل كبير على الجهازين الإداري، والفني، واللاعبين، وتصرفاتهم؛ لذلك أقول إننا نحتاج أفرادًا بهذه السمات بشكل أكبر في رياضتنا. ولأؤكد على أهمية العمل الإداري وأن الجميع فريق واحد بما فيهم أعضاء الشرف أستشهد بجزئية من حوار الأمير خالد بن طلال مع محمد النجيري في برنامج “إرسال” عندما أكد أن غياب الظهور لأعضاء شرف الهلال كان متعمداً، ومخططاً، وأنه جزء من خطة عنوانها” التركيز ولا غير التركيز” للوصول إلى الهدف؛ لذا الهلال يدور في فلكه وحيداً.
من المنطق والإنصاف أن تُقيّم هذه التجربة كاملة وتُمدح أو تُنتقد كما تمدح وتنتقد جميع التجارب لجميع الأندية.
بُعد آخر
يقول صانع النجوم المنتج ورجل الأعمال الشهير سايمون كاول: “البطل هو شخص فاز ولكنه يتحلى بالثقة والقوة للدفاع عن لقبه الذي فاز به والفوز به وبغيره مرات أخرى”.