البلاد – مها العواودة
قطع مساعد وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الشرق الأدنى ديفيد شنكر، بأن “حزب الله” لا يهمه الإصلاح في لبنان بقدر ما تهمه مصلحة إيران في المنطقة، لذلك ينفذ أجندتها ولن يهتم بتحسين الأوضاع في البلاد. وقال قبيل توجهه أمس (الأربعاء) إلى لبنان لمناقشة احتياجات المجتمع المدني وطلباتهم من الحكومة، إن كارثة مرفأ بيروت هي نتاج عقود من إهمال الحكومات مصالح الشعب اللبناني، وإنها بمثابة صرخة يقظة تتطلب تغييراً جدياً، مشدداً على أهمية أن تؤمن الحكومة اللبنانية بالإصلاح، فهناك حاجة لحكومة تهتم بشعبها وطلباتهم، حكومة مسؤولة وشفافة وتقوم بإصلاحات اقتصادية وسياسية. وأضاف “لن يكون بعد اليوم عمل كالمعتاد”.
من جهتهم، أجمع مسؤولون وسياسيون، على أن زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الثانية إلى لبنان في أقل من شهر بعد انفجار مرفأ بيروت كانت مخيبة لآمال اللبنانيين اليائسين من الطبقة الحاكمة، في ظل تعويمه للنخبة الحاكمة وتأكيده على أحقية وجود “حزب الله” الذي دمر لبنان في الحكومة والمجلس النيابي الأمر الذي أسقط القناع عن المبادرة الفرنسية التي راحت إلى دعم الحزب المخرب بشكل علني. وأكدوا أن ماكرون الذي أبدى تعاونه مع الطبقة السياسية الفاسدة، يدس السم في العسل من خلال خارطته التي ألقى بها على الطاولة، وأن في تركيبة حكومة مصطفى أديب ذات المهمات المحددة توأمة لسابقتها والتي ستأتي بوزراء وكلاء لقوى السلطة الفاسدة التي أنهكت لبنان وأغرقته في الأزمات. ويرى عضو المكتب السياسي في حزب الكتائب جان طويلة، أن زيارة ماكرون أعطت الدعم والشرعية للسلطة السياسية الفاسدة التي لم تقدم إصلاحات للبلد بل دفعت باتجاه انهيار لبنان، وكذلك دعمت حزب الله الإرهابي وفي ذلك تشجيع للحزب على استمرار سيطرته وإحكام قبضته على الدولة اللبنانية، مبيناً أن أوضاع لبنان تتطلب من ماكرون الضغط على الطبقة السياسية، وليس دعم من دمروا لبنان. وأضاف “عدم حديث ماكرون في زيارته الثانية عن انتخابات نيابية مبكرة وهي أهم نقطة في الإصلاح الحقيقي الذي يحتاجه لبنان، يكشف حقيقة المبادرة الفرنسية، وأن في اعتراف ماكرون بأن الشق السياسي لحزب الله غير إرهابي هو تعويم للأوضاع كون القيادة السياسية للحزب هي نفسها العسكرية”، رافضا ما جاء به ماكرون، مشيراً إلى أن مبادرته لن تأخذ لبنان إلى بر الأمان.
في السياق ذاته، أكد رئيس المركز الإسلامي للدراسات والإعلام في لبنان الدكتور خلدون عريمط، أن زيارة ماكرون حملت في طياتها مؤشرات خطيرة تشير إلى وجود توافق فرنسي – إيراني لتعويم دور “حزب الله” في لبنان، وأن هذا يؤكد وجود توجه دولي لإعطاء مبرر أو تشريع أعمال حزب الله في البلد، ما يعني أن الحزب يقوم بمهمة تخدم المصالح الفرنسية والإيرانية معاً.
وأضاف “مبادرة ماكرون المزيفة تذكر الشعب اللبناني بالانتداب الفرنسي الذي حكم لبنان، وأنتج النظام السابق الذي أدى إلى الخراب والحروب الأهلية التي دمرت العاصمة بيروت والعديد من المناطق وأعادت المملكة العربية السعودية إعمارها وداوت جرح لبنان”. وتابع ” كان الأجدر أن يطالب ماكرون في لقاءاته بنزع السلاح غير الشرعي من الأرض اللبنانية، على أن يبقى السلاح في يد الدولة فقط، ولكن ماحدث خلاف ذلك”. إلى ذلك، اعتبر النائب السابق أمين وهبي، أن الدور الفرنسي يريد أن ينقذ ما يمكن أنقاذه في هذه الفترة المؤقتة تجنبا للانهيار الكبير في لبنان، والذي يمكن أن يؤدي إلى فوضى مسلحة لا يستطيع أحد أن يتنبأ بنتائجها ومدى تطورها.