البلاد – هاشم آل هاشم
أعلنت فرنسا دعمها الكامل لسيادة العراق، ووقف التدخلات الخارجية على أراضيه في إشارة لتدخلات إيران وعدوان تركيا المتواصلين لزعزعة استقرار بغداد عبر وكلائهما، وأكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أمس (الأربعاء)، إن العراق يواجه تحديين رئيسيين هما تنظيم “داعش” والتدخل الأجنبي.
وقال الرئيس الفرنسي في مؤتمر صحفي في بغداد مع نظيره العراقي برهم صالح: “نحن هنا لدعم العراق وسنواصل دعمه”، فيما قطع الرئيس العراقي بأن العراق يجب ألا يكون ساحة لصراع بالوكالة بين دول أخرى، مؤكدا الاتفاق على أهمية تجفيف مصادر تمويل الإرهاب.
وأوضح ماكرون في وقت سابق على “تويتر”، أن زيارته للعراق تهدف للمساعدة في ضمان أمن العراق وسيادته الاقتصادية بالداخل والخارج، مؤكداً مواصلة الحرب حتى إلحاق هزيمة نهائية بالإرهاب، وتحقيق الاستقرار الإقليمي، منوهاً إلى أن التحديات كثيرة لضمان سيادة العراق في الداخل والمنطقة.
من جهتهم أكد عدد من السياسيين العراقيين، أهمية زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للعاصمة العراقية بغداد، حيث تأتي عقب زيارته للبنان، مؤكدين أنها الزيارة الأولى لمسؤول رفيع المستوى منذ تكليف رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، وعقب تفشي فيروس كورونا المستجد” كوفيد 19″. وقال المحلل السياسي مصطفى سراي لـ”البلاد”، إن زيارة الرئيس الفرنسي تأتي تعبيراً عن الوقوف إلى جانب العراق في وجه الأزمة التي تعصف به، موضحاً أن باريس تحاول إعادة مناطق النفوذ في منطقة الشرق الأوسط. ولفت إلى أن الرئيس ماكرون يريد أن يكون لفرنسا تواجد سياسي فعال في الشرق الأوسط وأن تكون طرفا مؤثرا وفعالا، حيث ظهر ذلك جالياً، عقب انفجار مرفأ بيروت وزيارته للبنان، مؤكداً أن عدة زيارات حديث لمسؤولين فرنسيين للعراق خلال الفترة القليلة الماضية تمثلت في زيارة وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لورديان وكذلك وزيرة الجيوش الفرنسية فلورنس بارلي ، وهو ما يؤكد أن باريس ماضية في بناء علاقات قوية مع الدول المؤثرة في الشرق الأوسط، وعلى رأسها العراق نظراً لموقعها الجغرافي المميز والأهمية الإقليمية لها.
وأضاف “العراق يشهد تطوراً إيجابياً في العلاقات الخارجية عقب تولي مصطفى الكاظمي زمام أمور الحكومة، وهذه فرصة جيدة لحكومة العراق الحالية لاستغلال الدعم الدولي من خلال استقبال الرئيس الأمريكي دونالد ترمب للكاظمي في واشنطن وزيارة ماكرون لبغداد للتخلص من الإرهاب والتدخلات الخارجية”.
واتفق معه في الرأي، المحلل السياسي كروان أنور، مؤكداً أن زيارة ماكرون لبغداد تناقش العديد من الملفات في مقدمتها دعم سيادة العراق والدعم الاقتصادي والسياسي لحكومة الكاظمي، مبيناً أن الحكومة العراقية الحالية تحظي بدعم أمريكي وعربي واسع وكان ينقصها الدعم الأوروبي الذى جاء سريعاً من فرنسا المسارعة إلى مد يد التعاون والدعم للكاظمي، الذي تمكنت حكومته في وقت قصير جدا من التواصل عالميا وعربياً على حد سواء، بدليل زيارة وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان لبغداد، وعقد الكاظمي القمة ثلاثية جمعته برئيسي الأردن ومصر في عمان، في تأكيد على أن العراق عاد للحضن العربي.
في السياق ذاته، قال المحلل السياسي باسل الكاظمي، إن الهدف من زيارة ماكرون هو تقديم دعم جيوسياسي واقتصادي للعراق، خاصة في مواجهة نفوذ الجماعات المتطرفة المسلحة.
وأضاف “ماكرون يسعى من جانب آخر لقطع تبعية العراق لإيران وتركيا”. وشدد على أن الرئيس الفرنسي يسعى لتقديم دعم اقتصادي للحكومة العراقية لسد الاحتياجات، بعدما قرر رئيس الوزراء العراقي مراقبة المنافذ البرية على الحدود مع إيران.