عاشت البشرية في كافة أرجاء المعمورة، ظروفا قاسية جدا، خلال الستة أشهر الماضية. ظروف شبيهة بويلات الحروب (والعياذ بالله). حظر كامل للحركة، اغلاق تام وعدم السماح بالتنقل داخل وخارج المدن، توقف تام لمختلف مناشط الحياة اليومية، توقف التعليم، إغلاق دور العبادة وعدم السماح لأي صورة من صور العبادات بصورة جماعية. إيقاف جميع وسائل النقل في كل صورها. المستشفيات كانت تعمل بصورة مستمرة وبكامل طواقمها، امتلأت المستشفيات (في دول العالم) بالمصابين التي وصلت اعدادهم بالملايين، الوفيات بمئات الألوف! السؤال، هل من الممكن تسمية ما وقع من ويلات ومآسي انتشار الجائحة، بحرب كونية؟
قليل جدا، من كان يتحدث عن جائحة كونية سوف تنتشر في أرجاء الكرة الأرضية، أو عن مرض مميت سمي بمرض اكس (لانه مجهول) او ميكروب ممرض غير معروف! ينتشر بين المجتمعات والأمم! لكن العالم، كان مشغولا تماما عن تلك الأحاديث، الان، يعيش العالم بمختلف ثقافته وحضاراته، اوقات صعبة جدا، منذ بداية العام الميلادي الحالي، حالة اقل ما يمكن وصفها (او هي الحقيقة بعينها) انها حالة حرب كونية مع عدو شرس لا يرحم، عدو خفي لايمكن أن تراه أمامك! عدو اقل ما يمكن وصفه انه عدو خبيث، اطلق عليه اسم فيروس كورونا المستجد.
لن اسهب كتابة، في أصل الفيروس ومنشأه، فذلك يحتاج إلى صفحات، خاصة عندما اكتب من الناحية العلمية. حيث شاهدت في خلال دراساتي العليا (الماجستير والدكتوراه وما بعد الدكتوراه) العديد من الأبحاث العلمية المخيفة والغريبة وخاصة فيما يتعلق في كيفية تطوير كائنات دقيقة داخل المختبرات العلمية! ولن اسهب ايضا، في الكتابة عن اللقاح المنتظر والذي تتسارع اليه المصانع الطبية في الوصول اليه، سوف اترك كل ذلك للتاريخ، فهو كفيل باظهار الحقائق يوما ما!
باختصار، نعم، هي حرب كونية، بين الجنس البشري وبين كائن حي، يمكن رؤيته فقط بالمجهر الإلكتروني (حتى بالمجهر الضوئي لايمكن رؤيته). حرب اضرارها وويلاتها لحقت بكل ماله علاقة بالإنسان في كل مكان على الأرض، اقتصاد، صحة، تعليم، سفر وتنقل وغيرها من مصالح وأنشطة مختلفة. هذه الجائحة، كانت احدى صور الحروب التي كنا نحن (البشر) ابطالها.
دكتوراه علم العدوى والمناعة
استشاري مكافحة العدوي
drimat2006@hotmail.com