أتجهت دول العالم بما فيها السعودية في زمن جائحة كورونا نحو ” التعليم عن بعد ” ، وهي خطوة هامة في سبيل عدم تأثر المسيرة التعليمية والدارسين في ظل الظروف الاستثنائية التي فرضها كوفيد-١٩ ، واستمرارهم في تلقي الدروس عبر التقنيات والتكنولوجيا المتطورة.
والواقع أن الاستفادة من تجربة التعليم عن بعد هي مواكبة المنظومة التعليمية للتكنولوجيا خاصة في ظل الوضع الحالي المتعلق بانتشار وباء فيروس كورونا عالمياً، إذ أن هذه المواكبة تسهل العملية التعليمية وتجعل الدارس وكأنه موجود في المدرسة، فالنظام يسهل التواصل مع الطلاب ومتابعة حل التطبيقات، بجانب تعاون أولياء الأمور الذين هم جزء أصيل من العملية التعليمية.
ومنذ أن بدأت هيمنة الإنترنت في العالم ظهرت معها كل وسائل النصب والاحتيال والغش والإختلاس الإلكتروني التي تديرها أفراد وعصابات متمرسة ومحترفة مستغلة كل هذه التقنيات وأوجه الخلل وضعف الوعي لدى بعض الأفراد البسطاء الذين يقعون فريسة سهلة وضحية على أيدي هؤلاء العابثين .
قد يتساءل البعض : ما علاقة التعليم عن بعد بالنصب والاحتيال الإلكتروني الذي يتم عن طريق الشبكة العنكبوتية ( الإنترنت). والإجابة في مضامين تحذير المركز الوطني الإرشادي للأمن السيبراني الذي حذر الطلاب والطالبات وأولياء الأمور، من الوقوع ضحية التلاعب والاختلاس باسم التعليم عن بعد ، إذ أوضح المركز، في بيان عبر حسابه الرسمي في “تويتر”، أن الاختلاس يتم عبر 4 خطوات، حيث يتصل المهاجم بالأم هاتفياً منتحلا صفة مسؤول عن نظام التعليم عن بعد، ثم يطلب من الأم معلومات البطاقة البنكية بهدف تفعيل حسابات الأبناء في النظام ، وتتمثل الخطوة الثالثة في إرسال رسالة نصية برقم تحقق لجهاز الأم، ثم يطلب المهاجم الرسالة، وبعد حصوله عليها يتم الخصم بشكل مباشر من الحساب البنكي.
طبعاً .. جاء هذا التحذير حتى لا تقع الأسر ضحية لمثل هذه الاختراقات مع بدء العام الدراسي ، ففي الواقع هناك عصابات خفية مهمتها اصطياد البشر وينتظرون الفرص لاستغلال المناسبات ، وبما أن التعليم أصبح عن بعد فبالتأكيد لن يخلو هذه الأمر ايضاً من الاستغلال ، فهذه العصابات الإلكترونية للأسف أمتهنت كل الوسائل الحرفية لسرقة البشر.
خير نصيحة .. عدم الاندفاع أو التجاوب السريع لأية اتصالات تزعم بأنها من جهة التعليم عن بعد ، والتأكد بكل الطرق من هوية المتصل ، وفي حالة عدم وجود أية خبرة في التعامل مع التقنيات يجب عدم الانصياع لأي تعليمات يصدرها الشخص حتى لا يستغل هذه الثغرة والاستعانة بمن هم موضع ثقة ، فكم من ضحية وقعوا فريسة سهلة على أيدي المتربصين ، كما يجب على الفرد والأسرة التي تشك في المتصل – عدم السكوت – وضرورة تمرير بلاغ للجهات المختصة والرسمية حتى تتخذ هي بدورها ما يجب ويلزم نحو ذلك حفاظاً على عدم وقوع ضحايا وإيقاف توسع نشاط ودائرة هذه الفئة العابثة.
وسلامة صحتكم
shahm303@hotmail.com