البلاد – مها العواودة
يقوم الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون غدا بزيارته المقررة إلى بيروت والتي سيبدأها مساء بلقاء السيدة فيروز يليها زيارة المرفأ ولقاء ممثلي الجمعيات غير الحكومية الناشطة في المناطق المتضررة وكذلك ممثلين عن وكالات الأمم المتحدة، على أن يتم بعدها الولوج في الصفحة السياسية من أجل تشكيل حكومة مهمات وتجميد النزاعات السياسية بشكل مؤقت لمعالجة الأزمات الملحة وفق خارطة طريق فرنسية لم يعول اللبنانيون على نجاحها.
ويحذر مسؤولون وسياسيون لبنانيون من أن لبنان بات على مفترق طرق أمام عملية تشكيل الحكومة المؤقتة، وأن المطلوب حكومة حيادية مستقلة عن الأحزاب التي أرهقت لبنان ومزقت نسيجه العربي، على أن تشرع بعملية وقف الانهيار والنهوض بالبلاد من جديد، ووسط تخوفات من انزلاق لبنان إلى مزيد من الفوضى واندلاع حرب أهلية في حال فشلت الورقة الفرنسية، خاصة في ظل غياب السلطة الحاكمة عن المسؤولية التي تستوجب تنفيذ حلول عاجلة لإنقاذ لبنان.
في السياق أكد الوزير السابق ايلي ماروني أن الشعب اللبناني يتطلع لأية بارقة أمل لإنقاذ وطنهم من الانهيار، وأن ورقة ماكرون إنقاذية لمرحلة مؤقتة وليست حلا جذريا لأزمات لبنان، التي تتحمل مسؤوليتها الطبقة الحاكمة وخاصة حزب الله الذي جر لبنان إلى القضاء على بنية الدولة من أجل دويلته، وبسلاحه الذي استقطب عزلة لبنان والعقوبات الدولية وأساء للعلاقات اللبنانية العربية.
وأضاف “لا اشتباكات الجنوب المبرمجة ولا الأحداث المفتعلة ستنسي اللبنانيين واقعهم المرير الذي أوصلهم حزب الله إليه، لبنان سيضيع نهائيا إن لم يتجاوبوا لمطالب الشعب، وورقة ماكرون تحمل جزء من هذه المطالب وليس كلها” مستبعدا تجاوب حزب الله مع أي مبادرة كونه صاحب مشروع هو رهينة بيد إيران، ويرى أن الاستشارات النيابية عشية زيارة ماكرون هي لحفظ ماء الوجه وليس من أجل الحل فهم لايملكون إرادة وقرار الحل.
من جانبه أكد الكاتب والمحلل السياسي أحمد عياش أن كل النتائج والظروف على الأرض مخيبة للآمال، وهو الأمر الذي يوحي بأن لبنان أمام مرحلة صعبة جدا، واحتمالات أحلاهما مر ، متوقعا اصطدام جهود ماكرون بجدار الطبقة السياسية المهيمن عليها حزب الله، مضيفا بقوله “في حال فشل الجهود الفرنسية سيؤدي ذلك إلى انزلاق لبنان نحو الفوضى التي سببها النزاع بين مصالح لبنان والمشروع الإيراني الذي يقوده حزب الله من خلال إقامة دولة داخل الدولة واخذ مصالح البلاد والعباد إلى مشاريع لاعلاقة للبنان بها، ورفضه استقرار البلد، وتصالحه مع بيئته العربية وانفتاحه على العالم الخارجي”.
ويرى أن استمرار التحركات الداخلية والخارجية معا للخلاص من المليشيا هو الحل.
وفي السياق قال المحلل السياسي يوسف دياب إن مؤشرات الحرب الأهلية متوفرة في هذه الأوقات أكثر من أي وقت مضى مع إمعان حزب الله في السيطرة على البلد وعمليات الاستفزاز المتعمدة للشرائح اللبنانية والتي تهيأ الأجواء لاندلاع حرب أهلية ، مشيرا إلى أن انسداد الأفق السياسي والاقتصادي والانكشاف الأمني، يدفع باتجاه ذهاب الشعب للتسلح، وهذا سيساهم في اشتعال الحرب الأهلية مجدداً، خاصة إذا فشلت ورقة ماكرون في تحقيق شيء على الأرض ، محذرا من خطورة عدم اكتراث القوى السياسية غير مكترثة بما ستؤول إليه أوضاع لبنان، بل ترى في الحرب الأهلية تكريسا لهيمنتها عليه، لافتاً إلى أن إيران لها مصلحة في اندلاع حرب أهلية وقد تستثمر في الساحة اللبنانية من أجل تعزيز نفوذها.