أبها- مرعي عسيري – جدة -عادل بابكير – ياسر بن يوسف – مكة المكرمة – أحمد الأحمدي
تشكل التعديات على الأراضي البيضاء هاجسا لدى الامانات والبلديات كونها تؤدي في نهاية الامر لنشوء عشوائيات تعيق التطور الذي تشهده مناطق المملكة وكان بالإمكان القضاء على الظاهرة بحفظ الأملاك العامة عن طريق استخراج صكوك للمساحات الشاسعة باسم الامانات او الجهات ذات العلاقة ,ويطرح الكثيرون الأهمية البالغة لتخطيط المناطق العشوائية او ما يمكن تسميته باراضي التعديات القائمة حاليا بعد رصد أسماء المعتدين وتوزيع المخطط بواقع 750 م2 للمستحقين منهم خاصة الذين لا يملكون سكنا ومنحهم فرصة استخراج الصك فقد يستقيظ سكان أحد الأحياء الطرفية ذات صباح على تعديات بمساحات كبيرة على أرض بيضاء، وقبل أن تبرد حرارة دهشتهم حضرت لجنة إزالة التعديات، وأزالت الأحواش والاستراحات ( والشبوك ) كافة ، مثل هذا السيناريو المتعلق بالتعدي على الأراضي الحكومية لن يحدث من الآن فصاعدا، بعد أن تم إدخال آليات المراقبة إلكترونيا على الأراضي البيضاء، الأمر الذي سيكشف القراصنة ويوقفهم عن حدهم، وفي هذا الصدد فقد تم في بعض المناطق إطلاق ( عين الصقر ) لرصد التعديات الكترونيا على الأراضي البيضاء عبر الأقمار الصناعية وكاميرات الدرون، ويأتي هذا الإجراء تمشيا مع سياسة الدولة في المحافظة على الأراضي الحكومية ومنع استغلالها بالإضافة إلى الحد من حالات الاعتداء على الأراضي البيضاء بكافة أنواعها من خلال تسريع إجراءات البلاغات ورصد حالات التعدي ومعالجة الآثار المترتبة عليها بالتنسيق مع الجهات ذات العلاقة.
( البلاد ) حملت ملف التعديات على الأراضي الحكومية، والتقت عددا من المسؤولين في أمانات المدن والبلديات، كما تمت الاستعانة بالرأي القانوني في مثل هذا الحالات، وكان الإجماع أن الانتهازية والطمع تعد من الأسباب الرئيسة التي تجعل البعض يتغولون على الأراضي البيضاء بوضع اليد عليها، أو حيازتها دون وجه حق، لافتين إلى أن هذه التجاوزات الخطرة تستنزف اقتصاد الوطن، وتساهم في شح الأراضي، وتحرم الكثير من المواطنين والمواطنات من الحصول على مساكن. وأضافوا أن المخالفين يستغلون جنح الظلام والإجازات الحكومية للقيام بهذه المخالفات بطرق عشوائية على مجاري السيول والأودية؛ حيث أصبحت ظاهرة التعدي على الأراضي البيضاء والحكومية في مختلف المناطق ظاهرة، وأن الجهات ذات العلاقة تقوم بدورها في رصد التعديات وإزالتها وإيقاع العقوبات بحق المعتدين.
وفي هذا السياق، قال أمين منطقة عسير الدكتور وليد الحميدي: إن الأمانة والبلديات التابعة لها في مختلف مدن ومحافظات المنطقة أزالت قبل فترة نحو (2.201.000) م2، بعد أن حاول بعض الأشخاص الاستيلاء على هذه الأراضي بوضع اليد، وإقامة منشآت وإحداثات متنوعة؛ دون أن يكون لديهم أي مستمسكات شرعية، أو تراخيص نظامية ، لافتا إلى أن الأمانة ستواصل جهودها من أجل ضبط التعديات وإزالتها وإيقاع العقوبات بحق المعتدين.
وأضاف أمين منطقة عسير أن وسائل الإعلام كافة مدعوة لنشر اللوائح الخاصة بالعقوبات المترتبة على المتعدين على الأراضي البيضاء، لافتا في الوقت نفسه إلى أن الاعتداء على الأراضي يعد سطواً على حق الغير فضلا عن كونه إخلالا بالنظام العام وانتهاكاً للأنظمة والتعليمات لا سيما أنه لا يتم إلا مصحوباً بممارسات سلوكية كالإحداث في غير أوقات الدوام الرسمي وبالتواري عن الأنظار، واستخدام العمالة المخالفة والمتخلفة والادعاء بملكيات غير صحيحة ويتم الاستيلاء عليها بالتسوير أو البناء أو الزراعة أو التشبيك أو إحاطتها بالعقوم الترابية أو البتر أو اللوحات . من جهة أخرى، أوضح رئيس بلدية الساحل التابعة لأمانة منطقة عسير علي سعيد آل جلبان، أن التعديات على الأراضي البيضاء تؤثر على خطط التنمية وتحرم الكثيرين من الحصول على أراض سكنية، كما أنها تعرقل المشاريع التنموية.
تطبيق الأنظمة
من جهته، أوضح رئيس بلدية بلقرن أحمد عوض البارقي، أن البلدية سبق وأزالت تعديات تمثلت في مسوحات وبناء حوش وخزان، وقد تم تطبيق الأنظمة واللوائح بحق المخالفين، مبيناً أن التعدي على الأراضي الحكومية يؤثر على التخطيط العمراني، وخطط التنمية.
وأكد رئيس لجنة التعديات بشمال محافظة بيشة فهيد بن فليان عدم تهاون اللجنة في إزالة أي مخالفات أو تجاوزات ، وستواصل مهامها وفقاً للتوجيهات الصادرة لمتابعة هذه المخالفات ، وإزالة أي تعديات على الأراضي والممتلكات العامة.
لائحة التعديات
وفي أمانة العاصمة المقدسة، أوضح المتحدث الرسمي ومدير عام الإدارة العامة للعلاقات العامة والإعلام رعد الشريف، أنه توجد لائحة للتعديات معتمدة من وزارة الشؤون البلدية والقروية ومبلغة لجميع الأمانات والبلديات، حيث تتضمن هذه اللائحة جميع العقويات والجزاءات والغرامات الرادعة التي تنطبق على جميع المعتدين على الأراضي الحكومية غير المملوكة للمعتدي بصكوك شرعية وباسمه.
وأضاف الشريف: إن الأمانة تقوم بين الحين والآخر بجهود مكثفة لنشر هذه العقوبات التي تتضمنها اللائحة عبر قنواتها الإعلامية وموقعها الرسمي على تويتر، وعبر وسائل الإعلام المختلفة بهدف توعية الناس والكشف لهم عن هذه العقوبات والغرامات التي تطبق على كل معتد على أراض حكومية .
السواحل البحرية
من جانبه، قال فهد بن محمد الروقي عضو المجلس البلدي بمكة المكرمة : لاشك أن الأمانات والبلديات تضطلع بدور كبير وواجب محتم بتوعية الناس بكافة بالعقوبات والجزاءات والغرمات التي تطبق على كل معتد على الأراضي الحكومية، لافتا إلى أن أي منزل أو استراحة ليس لديها مستمسكات سوف تتم إزالتها فورا، ويعاقب كل من يقوم بالتعدي على الأراضي البيضاء وفقا للائحة العقوبات . وأضاف الروقي، أن أمانات المدن والبلديات تضطلع بمسؤوليات كبيرة في متابعة التعديات على الأراضي الحكومية وإزالتها بصورة عاجلة كما أن السواحل البحرية في الراهن تعاني من التعديات وأنه يجب ان تكون هناك مسافة نحو 400 متر بين الشواطئ والمناطق السكانية .
انتشار العشوائيات
المتحدث الرسمي لأمانة محافظة جدة محمد البقمي، أوضح أن أمانة محافظة جدة تعمل على مكافحة التعديات على نطاق ١٩ بلدية فرعية للمحافظة على الأراضي الحكومية والحد من انتشار العشوائيات، لافتا إلى أن المملكة العربية السعودية بدأت مؤخرا في إطار حربها على الفساد والمفسدين بالعمل على استعادة الأراضي المملوكة للدولة والتي تم التعدي عليها خلال الأعوام السابقة. وأضاف أن البلديات بمختلف مناطق المملكة تعمل على رصد التعديت وإزالتها وإرسال رسالة قوية، أن المملكة ماضية وبقوة لمحاربة الفساد بشتى أنواعه واجتثاثه من جذوره. وأضاف: إن أمانة محافظة جدة قامت باستعادة أكثر من ٦٠٠ ألف متر مربع، تم التعدي عليها داخل المحافظة خلال العام المنصرم وتعمل الأمانة وفق آليات محددة في إطارات زمنية لاستعادة كافة الأراضي المغتصبة التي تم التعدي عليها في الفترات السابقة.
تصحيح الأوضاع
يقول فهد السليماني ان معالجة مناطق التعديات التي أقيمت خلال السنوات العشر على الأقل في اطراف المدن وتصحيح أوضاعها يكمن بحصر المعتدين بعد تخطيط المنطقة المعتدى عليها وتوزيعها بالقرعة عليهم بواقع 750 م2 لكل شخص من الذين تنطبق عليهم الشروط والمعايير وفي مقدمتها عدم امتلاك منزل
