البلاد – رضا سلامة
حذر مسؤولون كبار في إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب من أن رفع حظر السلاح على إيران سيشعل سباق تسلح وسيعزز قدرات مليشياتها في المنطقة، بما ينذر بحرب إقليمية واسعة النطاق، فيما رأى تقرير أمريكي في خفض واشنطن لأعداد قواتها بالعراق تمهيدًا لانسحاب كامل، غير مؤثر في القدرة على ردع إيران وأذرعها، بل يبطل ذرائع عدم حصر السلاح بيد سلطات بغداد.
ونقلت صحيفة “واشنطن فري بيكون” الأمريكية المختصة بالأمن القومي عن مسؤولين كبار في إدارة ترمب أن رفع حظر الأسلحة عن إيران يهدد بإغراق الشرق الأوسط بمعدات عسكرية روسية وصينية عالية التقنية، وسيشعل سباق تسلح في المنطقة ينذر بحرب إقليمية واسعة.
وأشار التقرير إلى أن روسيا والصين تستعدان لتعزيز تحالفاتهما العسكرية مع إيران وملء مخازنها بالأسلحة المتطورة، التي ستكون متاحة للميليشيات والجماعات الإرهابية العميلة لإيران، التي ستكون الأكثر استفادة من صفقات الأسلحة التي تلوح في الأفق، منوهًا إلى أن لطهران قوات وميليشيات منتشرة في أنحاء المنطقة، تمثل مصدر تهديد رئيسي للأمن والسلم في سوريا ولبنان واليمن والعراق، وهي بلدان أنفقت فيها إيران موارد كبيرة على تسليح الميليشيات الإرهابية وفق أجندتها العدوانية والتوسعية في الإقليم.
وقال برادلي بومان، مستشار الأمن القومي السابق: “إذا سقط حظر الأسلحة المفروض على إيران، يجب أن يفترض المخططون العسكريون في واشنطن والمنطقة أنهم سيواجهون قريبًا المزيد من الميليشيات العسكرية الإيرانية والوكيلة عنها”.
ووفقًا للمعلومات جمعها نورمان رول، الذي شغل منصب في إدارة المخابرات الوطنية ومسؤول ملف إيران من 2008 حتى عام 2017، إذا تم رفع الحظر الدولي على الأسلحة، هذه الفصائل الإرهابية ستحصل بسهولة أكبر على أنظمة أسلحة متطورة من شأنها أن تؤدي إلى تفاقم الصراعات الإقليمية وتشجع على سباق تسلح إقليمي، وستسعى طهران للحصول على طائرات مقاتلة ودبابات قتال وأنظمة دفاع جوي روسية وصينية متقدمة ، الأمر الذي أكده براين هوك، المبعوث الأمريكي السابق لايران، مضيفًا أن انتهاء الحظر على الأسلحة سيؤدي إلى سباق تسلح في الشرق الأوسط، مشيرًا إلى أنه سمع ذلك مرارًا وتكرارًا من قادة في المنطقة، لكنه تعهد بأن الولايات المتحدة ستفعل الشيء الصحيح وستعيد عقوبات الأمم المتحدة على إيران، وهذا يشمل حظر الأسلحة.
ومن المقرر أن ينتهي حظر الأمم المتحدة على بيع الأسلحة إلى إيران في 18 أكتوبر المقبل، وتسعى إدارة ترمب إلى عرقلة ذلك من خلال الاحتكام إلى آلية “سناباك التي أقرت في الاتفاق النووي عام 2015، ومن شأنها إعادة تطبيق سلسلة من العقوبات الدولية على إيران، كما ستضمن بقاء حظر الأسلحة قائمًا، ومع ذلك، فإن احتمال إعادة تطبيق جميع العقوبات الدولية على إيران لا يزال غير واضح، في ظل عدم حماسة الدول الأعضاء في مجلس الأمن للتوجه الأمريكي.