الدولية

سلاح «حزب الله» يعيق خطط الإنقاذ

البلاد – مها العواودة

بالتزامن مع استمرار تقاعس الطبقة الحاكمة في لبنان والذي يحول دون خروج البلاد من عنق الزجاجة، تتعالى الأصوات المحلية والدولية الداعية إلى الإسراع في تشكيل حكومة جديدة واعتماد إصلاحات ضرورية بشكل عاجل، لإنقاذ لبنان من الغرق في أزماته، وسط تخوفات من زوال الدولة اللبنانية وبقاء سيطرة الدويلة التي تنفذ أجندة إيرانية لا ناقة للبنان فيها ولا جمل.
وتأتي ورقة أفكار الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، التي سبقت زيارته المرتقبة إلى لبنان الأسبوع القادم، متضمنة إصلاحات سياسية واقتصادية من أجل السماح بتدفق المساعدات الأجنبية وإنقاذ البلد من أزمات عديدة منها الانهيار الاقتصادي.

وكررت فرنسا أمس (الخميس)، دعوتها لبنان إلى تشكيل حكومة سريعة واعتماد إصلاحات “عاجلة”، محذّرة أنه إذا لم يتم ذلك، فإن البلاد تواجه خطر الزوال. وقال وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان، وفقاً لإذاعة “آر تي إل”: إن الخطر اليوم هو اختفاء لبنان بسبب تقاعس النخبة السياسية التي يتعين عليها تشكيل حكومة جديدة سريعا لتنفيذ إصلاحات ضرورية للبلاد.

وأكد مسؤولون وسياسيون لـ”البلاد”، أن خارطة الطريق الفرنسية لا تمثل خلاص لبنان بشكل كامل من أزماته، وإنما قد تمهد إلى القليل من الاستقرار الذي يستوجب وجود سلطة وسلاح واحد في لبنان، في حين ذهب البعض للتأكيد على أن أية خارطة طريق للحل في لبنان لا تتضمن نزع سلاح حزب الله تبقى مجرد مراهقة سياسية تعكس قصر نظر من وضعها، وهي مرفوضة.
وقال النائب السابق والقيادي في تيار المستقبل الدكتور مصطفي علوش أن ورقة ماكرون التي تستند إلى حكومة مؤقتة وتتضمن إحداث إصلاحات وتغيير في الواقع اللبناني لا تحمل الحل المستقبلي السحري لبلد أنهكته الأزمات وتعدد السلطة والسلاح.

ويرى أن ورقة ماكرون قد تؤسس لمرحلة الاستقرار التي يتطلع إليها الكل اللبناني ولكنها ليست ورقة خلاص لبنان من الأزمات، موضحاً أن استقرار لبنان لا يمكن أن يكون بوجود دولتين وسلاحين على أرض لبنان.
من جانبه، قال المحلل السياسي لقمان سليم: “ورقة ماكرون دون التحديات التي يواجهها لبنان، وأي ورقة لا تلحظ التناقض الوجودي بين الدولة والمليشيات ستساهم في إطالة عمر المليشيات الإرهابية، وهي بالتأكيد محكومة بالفشل، ولن ترى النور طالما وجد في لبنان من هو مستعد بعد للدفاع عن فكرة الدولية”. وأضاف” إذا أراد ماكرون أن يساعد لبنان حق المساعدة فعليه أن يعيد النظر بالمقدمات التي يبني عليها، ولا أرى في ذلك إنقاذا للبنان”.

ويشير الكاتب والمحلل السياسي علي حمادة، إلى أن هذه الورقة إنقاذية مؤقتة لتشكيل حكومة محايدة تكون مهمتها محصورة في العملية الإنقاذية إلى حين إقرار الإصلاحات وإجراء انتخابات نيابية مبكرة في أقل من سنة من أجل الاحتكام لإرادة الشعب في التمثيل النيابي وفي ذلك بداية الخلاص الحقيقي من الأزمات، مؤكداً أن الأفكار الفرنسية ستصطدم ببعض العقبات، فالقوى السياسية لن تقبل بسهولة خروجها من الحكومة، وإنما ستدفع باتجاه تسمية بعض الأسماء التي تمتثل لإرادتها وهو ما ترفضه فرنسا وحتى الشارع اللبناني الذي سبق وأن جرب ذلك في حكومة دياب المقنعة فكان مصيرها السقوط.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *