مدربون كثر، من جنسيات متعددة أشرفوا على تدريب فريق الأهلي، ولكل مدرب منهم فلسفته التدريبية؛ منهم من وفق ونجح وهم الأقل، والآخرون عادوا لبلدانهم مكتفين بالشرط الجزائي.
المدرب عندما يمنح كامل الصلاحية لتنفيذ فلسفته التدريبية وتطبيقها على المستطيل الأخضر يكون نصيبه النجاح، وهو ما حدث مع السويسري جروس عندما أمضى أكثر من موسمين في منصبه مدربا للأهلي فتوج بلقب الدوري بعد غياب ثلاثين عاما.
وأعتقد أن فريق الأهلي لم يمر عليه مدرب مثل فلادان بهذه الشخصية القوية، يحب عمله ويدافع عن لاعبيه، بعد البرتغالي بيريرا خلال العشر السنوات الأخيرة.
تصريح فلادان بعد الخسارة من الفيصلي بهدفين في الجولة 25 ينم عن شخصية المدرب الجادة، الذي يكره الخسارة ويعشق الانتصار ويؤمن بقدرات لاعبيه، ولا يخاف من الزج باللاعبين الشبان.
المدرب الصربي فلادان من المدربين الذين لابد أن يكونوا على رأس الهرم الفني كمدراء فنيين للنادي الأهلي لكرة القدم بجميع درجاته؛ بداية من الأكاديمية المغلقة أبوابها حاليا؛ كمشروع للنادي لإعادة تأهيل وصناعة فريق قوي قادر على العطاء لسنوات وليست لسنة أو سنتين.
فلادان قدم نفسه كمدرب مؤهل أن يقود النادي لسنوات وأن يمنح الفرصة وتُهيأ له بيئة العمل التي تساعده على تنفيذ منهجه وفلسفته التدريبية بعيدا عن بحثه لحل مشاكل اللاعبين ومستحقاتهم المتأخرة.
فلادان الذي هزم المتصدر – الهلال – وهزم الحكم البارجواياني معه؛ بفضل حسن قراءته للفريق الهلالي ووضع طريقة اللعب المناسبة وخطة الفوز بعد غياب أربع سنوات من الانتصار الملكي على الزعيم في ملعب الجوهرة.
فلادان وبرغم جائجة كورونا، والإصابات المتكررة وعدم رغبة ديجانيني وبلايلي في العودة للفريق إلا أنه وفي وقت قصير أعاد شيئا من هيبة الأهلي بأقل الأدوات وفي بيئة غير جيدة للعمل خلال الفترة الماضية.
فعلي إدارة مؤمنة كرئيس للنادي مع المشرف الفريق القادم، أن يكون فلادان مشروعا وليس مدربا لموسم وأن يسمع منه للوصول لاستراتيجة ومنظومة عمل توافقية ما بين الإدارة والإشراف والمدرب .