القاهرة – عمر رأفت
اعترف مرتزقة أردوغان، بارتكاب جرائم نهب لمنازل الليبيين المهجورة بسبب الحرب، وذلك بعد أشهر قضوها على جبهات القتال داعمين لمليشيات الوفاق في تدمير ليبيا، مبدين تذمرهم في الوقت ذاته من خلف أنقرة لوعدها لهم، إذ لم تصرف رواتبهم لأشهر عدة، وفقاً لتقارير صحافية نقلت حالة التذمر بين المرتزقة.
وقال طه حمود أحد أعضاء فيلق المجد في الجيش الوطني السوري، وهو فصيل نقلت تركيا قطاعا من مسلحيه إلى ليبيا: “لدينا حرية حركة في مصراتة. يمكننا الخروج بمفردنا. وجدنا الكثير من المنازل المهجورة بداخلها ذهب”، معترفا، وفقاً لصحيفة “إنفستيغيتيف جورنال” المتخصصة في التحقيقات الاستقصائية ومقرها لندن، بأنه ومن معه نهبوا منازل الليبيين في مصراتة، وأضاف “هنا لم يدفعوا لنا ما وعدوا به، لذلك فهي طريقة جيدة لكسب المزيد من المال”.
وتلقى المرتزقة السوريون وعودا بالحصول على راتب شهري يبلغ نحو ألفي دولار مقابل القتال في ليبيا، طبقاً للصحيفة، لكن عددا كبيرا منهم قال إنهم يتقاضون مبالغ أقل بكثير، فيما أوضح البعض أنهم ظلوا في ليبيا لأكثر من 5 أشهر ولم يتلقوا سوى دفعة واحدة.
وكشف مصدر أن اللقاء الذي جرى قبل أيام في ليبيا بين وزيري الدفاع القطري خالد العطية والتركي خلوصي أكار ورئيس حكومة طرابلس فايز السراج، تم خلاله الاتفاق على زيادة رواتب المرتزقة السوريين بنسبة 30 %، غير أن أحد أفراد “فرقة حمزة” المتمركزة في منطق عين زارة القريبة من طرابلس، ويدعى عمر، يرى أن هذا “مجرد كلام”. وتابع “يخبرنا قادتنا أننا سنتقاضى الرواتب قريبا لكن هذا لا يحدث. ربما قالوا إنهم سيدفعون أكثر لأنهم اعتقدوا أنهم سيحتاجوننا لمهاجمة سرت، لكن لماذا يحتاجون إلينا الآن ؟” في إشارة إلى اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه مؤخرا.
وحسب آخر إحصاءات للمرصد السوري لحقوق الإنسان، فإن تركيا أرسلت إلى ليبيا ما يزيد على 18 ألف من المرتزقة السوريين عاد منهم حوالي 7 آلاف إلى سوريا، فضلا عن نحو 10 آلاف من جنسيات أخرى.
من جهة ثانية، أفاد مدير شبكة الأبحاث والمراقبة النوردية في ستوكهولم عبد الله بوزكورت، نقلًا عن وثائق سرية متعددة، بأن تركيا تقوم بأنشطة لجمع المعلومات والمراقبة غير القانونية لطالبي اللجوء السياسي في اليونان من خلال منظمة المخابرات الوطنية والسفارة والقنصليات التركية.
وقال بوزكورت، وفقاً لصحيفة “نورديك مونيتور”، إن الوثائق التي تكشف عن تتبع حركة طالبي اللجوء الأتراك واستخدام الدبلوماسيين والمسؤولين القنصليين الأتراك كعملاء سريين، تكشف عن ملاحقة الرئيس رجب طيب أردوغان الحثيثة للمنتقدين في الخارج.
إلى ذلك، بدأ المتظاهرون أمس، التجمع بالقرب من قاعة الشعب في طرابلس من أجل التوجه إلى ميدان الشهداء في وسط العاصمة، للاحتجاج، لليوم الثاني على التوالي، على تردي الأوضاع المعيشية والفساد. وأطلِقت دعوات لتظاهرات حاشدة في العاصمة الليبية احتجاجاً على تردي الأوضاع المعيشية، كما أطلق عدد من النشطاء دعوات للدخول في حالة عصيان تام داخل طرابلس، ويشمل العصيان إغلاق المحلات التجارية والمؤسسات الحكومية في العاصمة.