جدة ـ خالد بن مرضاح
تزدحم ذاكرتك بصور عن ” الأجنحة ” المحلقة فوق الأمواج حينما تفكر بارتياد كورنيش الطيور المهاجرة في الكورنيش الجنوبي في جدة ، حيث الهدوء وأسراب الطيور وهي تقف على حافة الساحل، منها الفلامنجو والرهو والكركي والبط البري، وفي هذه الأيام يعد هذا الكورنيش مقصدا لهواة النزهات البحرية وصيد الأسماء والتمتع بمشاهدة بانوراما الطيور والبحر وانكسار أمواجه، فالمكان على الخارطة البيئية من أهم المناطق للطيور في الشرق الأوسط ، فعلى امتداد شريطه الساحلي المحاذي للبحر الأحمر تستوطن أنواع من الطيور ونقطة عبور لأخرى مهاجرة.
وتحط رحالها في طريق هجراتها على الكورنيش الذي بات وجهة مفضلة لدى الكثيرين ضمن برامج السياحة البيئية طيور النحام الكبيرة ذات الرقاب والسيقان الطويلتين إضافة إلى طيور النوارس والخرشنة والخواضة المهاجرة من مناطق القطب الشمالي ومن أوروبا، وأنواع من الطيور المائية مثل البلاشين.
رونق من الجمال تضفيه البيئة البحرية فمن المألوف مشاهدة طيور أبو المغازل بلونها الأبيض والأسود وأرجلها الطويلة الدقيقة، وطيور الحنكور، فيما يتحين المهتمون لرؤية نوعين من طيور النورس ذات العين البيضاء والأسحم التي لا تتكاثر إلا في البحر الأحمر وخليج عدن .
وأضفى التنوع الإحيائي سمة جاذبة لشواطئ الكورنيش الجنوبي بجدة لذلك استأثرت باهتمام زوار عروس البحر الأحمر للاستجمام وممارسة هواية صيد الأسماك،فضلاً عن متابعة أنواع الطيور التي تتوزع على الجزر البحرية الصخرية والرملية وعلى المسطحات الطينية بالشواطئ بحسب طول مناقيرها وأرجلها ، وحسب عمق المنطقة الطينية، فالطيور ذات المناقير الصَّغيرة تكون قريبة من الشاطئ، فيما تكثر الطيور ذات الأرجل والمناقير الطويلة في المناطق العميقة.