النرجسية تعني حب النفس أو الأنانية، وهو اضطراب في الشخصية حيث تتميز بالغرور، والتعالي، والشعور بالأهمية ومحاولة الكسب ولو على حساب الآخرين ، وذلك بحب الذات وسيطرة الانا ولم أكن أعرف من أصيب بها قبل وسائل الاتصال الحديثة والثورة المعلوماتية رغم أنني كنت أسمع عنها ولكن لا أعرفها لأنني لم أتعرف عليها الا بعد انتشار وسائل التواصل والتعرف عن قرب على بعض الشخصيات المشهورة في وسائل التواصل المصابة بها وخاصة عدد من كتاب الرأي المشهورين حيث تابعتهم ووجدتهم يتكلمون ويناقشون في كل المواضيع السياسية والاقتصادية والاجتماعية والدينية.
وإذا ناقشتهم أو ناقشهم المتابعون بالحجة والبرهان والشواهد تجدهم يتعالون في الرد، وقد يعمل للمحاورين الذين لا يوافقونهم الرأي ويعززون آراءهم ويؤيدونهم، حظرا من المتابعة أو يجيبه بتعال غير ملتزم بأساليب وأساسيات الحوار الناجح واحترام الآراء المختلفة وخاصة التي لا تخرج عن الإطار العام لأساسيات الحوار. وكأنهم لا يوجد متعلم وصاحب رأي وفكر الا هؤلاء. وللأسف تجدهم يعززون بعضهم اذا تعرضوا لهجمات نقاشية بسبب آرائهم المثيرة لنرجسيتهم التي أوصلتهم الى ما أريكم إلا ما أرى.
لذلك ومن أجل تسليط ضوء العلاج الفعال على هذه النرجسية التي أعتقد أنها أصابت البعض بسبب الاضواء والشهرة وتحتاج الى علاج فعال يحد من تصرفات الأنا في الآراء المثيرة التي يطلقها بعض المشهورين بين فترة وأخرى وذلك لاستمرارية البقاء تحت الأضواء القوية.
كتبت ما كتبت بعد ملاحظة ذلك في عدد من كتاب الرأي المثقفين والذين من المفترض الا تكون منتشرة بينهم هذه النرجسية. أما المشهورون الآخرين من أصحاب المال والسنابات ووسائل الاتصال الاخرى فحدث ولا حرج فالنرجسية موجودة بينهم حتى أن بعضهم وبسبب الشهرة يغير في صوته ومشيته وكلماته.
لذلك ولمن يشك أنه مصاب بداء النرجسية عليه ان يراجع نفسه فأنه لن يبلغ الجبال طولا وحجما ولن يستفيد من النرجسية إلا زيادة الكراهية وقد يغير الله فجأة من حال الى حال فالدنيا دوارة ورياح التغيير ودوران الأرض والشمس والقمر والنجوم لا تبقي على أحد في مكانه وما طار طير وارتفع إلا كما طار وقع، والسلامة والعافية والاتزان النفسي مطلب مهم في هذه الحياة.
lewefe@hotmail.com