البلاد – رضا سلامة
توعد رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، القادة الأمنيين بالطرد من مناصبهم حال الإخفاق في مواجهة المليشيات الموالية لإيران، في تصميم على ردع إجرام المليشيات إثر تصعيد عملياتها باستهداف الناشطين.
ورفض الكاظمي جميع التدخلات السياسية في العمل الأمني، وأقسم بأن قتلة الطبيبة ريهام يعقوب لن يفلتوا من العقاب، ما انعكس مباشرة في إعلان لوزير الداخلية بانطلاق قوة أمنية لاعتقال القتلة في البصرة، أمس (الأحد)، في حين يتواصل العدوان الإيراني على العراق بحرب مياه تتهدد بغداد بمزيد من الأزمات.
وقال الكاظمي خلال اجتماعه مع القيادات الأمنية والعسكرية في مقر قيادة عمليات البصرة التي وصلها فور عودته من واشنطن: إن الإخفاقات التي حدثت يجب تلافيها وعمليات الاغتيال الأخيرة تشكل خرقًا لا نقبل التهاون إزاءها، فلا مكان للخائفين داخل الأجهزة الأمنية ولا مجال للخوف لمن يعمل من أجل العراق.
ولوح الكاظمي بإقالة المسؤولين المقصرين في مواجهة مرتكبي عمليات الاغتيال قائلًا إن من يخطئ ومن يخفق لن يبقى في مكانه وستتم محاسبته وفق القوانين الانضباطية، ولا أقبل بأي قائد يخفق بعمله وما حدث في البصرة يجب أن يكون درسا وعبرة. وخاطب القادة الأمنيين قائلًا “انتظر منكم عملًا جادًا وعليكم الكشف عن المجرمين بأسرع وقت”، مشددًا على رفض أي شكل من أشكال التدخلات السياسية في العمل الأمني، في إشارة إلى ضغط الأحزاب والميليشيات الموالية لإيران لحماية عناصرها المتورطين في اغتيال النشطاء.
وفيما أعلن وزير الداخلية عثمان الغانمي عن إرسال قوة لاعتقال قتلة الناشطين في محافظة البصرة، أمس، متعهدًا بملاحقة المجرمين وإلقاء القبض على القتلة خلال ساعات، أقسم الكاظمي خلال تقديمه تعازيه لعائلة الطبيبة ريهام يعقوب في منزلها بالبصرة، بأن المجرمين لن يفلتوا من العقاب مهما طال الزمن، وإن دماء الشهيدة والشهيدين هشام الهاشمي وتحسين أسامة لن تذهب هدراً.
وفي أولى ثمار زيارة الكاظمي إلى الولايات المتحدة، سلمت القوات الأمريكية، أمس، قاعدة التاجي شمالي بغداد إلى القوات العراقية. وقال المتحدث باسم العمليات المشتركة اللواء تحسين الخفاجي إن قوات التحالف الدولي سلمت الموقع رقم 8 في معسكر التاجي للقوات العراقية، بينما أفاد وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين بأن عملية إعادة انتشار القوات الأمريكية المتواجدة في بلاده ستتم وفق جدول زمني.
إلى ذلك، رأت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية أن الكاظمي يحاول إنشاء نموذج مختلف للعراق، عبر التحرر من النفوذ الإيراني وعلاقة تدريب عسكري مستدامة مع واشنطن، والانفتاح على المحيط العربي، مشيرة إلى أن الميليشيات الموالية لإيران والتي تهدد بأن تصبح دولة داخل الدولة بنفس الطريقة التي يعمل بها حزب الله في لبنان، هي التحدي الأصعب الذي يواجهه الكاظمي، لافتة إلى أنه أبلغ الإيرانيين خلال زيارة الشهر الماضي، أن على طهران إقامة علاقات “دولة مع دولة”، بدلًا من العمل مع قادة الميليشيات الذين قد يقوضون سلطة بغداد.
وفي سياق مسلسل العدوان الإيراني على العراق والذي تمثلت آخر حلقاته في حرب مياه تشنها طهران على بغداد، طالبت لجنة الزراعة والمياه في البرلمان العراقي، أمس، بتحرك حكومي سريع لضمان تدفق مستمر للمياه من إيران، وزعم رئيس اللجنة سلام الشمري انخفاض مناسيب نهري الزاب وسيروان من إيران للعراق.
وكانت وزارة الموارد المائية العراقية، اتهمت إيران بتحويل المياه إلى بحيراتها وأنها تعمدت خفض منسوب مياه أنهار عراقية، راصدة انخفاضًا في مناسيب نهري سيروان والزاب من الجانب الإيراني، بنسبة 2 متر مكعب في الثانية، مما يتسبب بضرر كبير للعراق.