كثر الحديث في الآونة الأخيرة عن مشاهير وسائل التواصل الإجتماعي وبلغ السيل الزبى عند وصفهم بالإعلاميين الأمر الذي حرك ساكن هيئة الصحفيين واتخذت العديد من القرارات التي تنظم وتقنن مسمى إعلامي.
أنا أتفق على أن وسائل التواصل الاجتماعي هي أحد وسائل الإعلام ولها دور رئيسي في الحراك الإعلامي اليومي وهي تثري المشهد وتجدد الدماء لتفاعلها اللحظي مع الأحداث، لكن عدم وجود أهداف ورؤية واضحة والاعتماد على تفاصيل حياتية لا تسمن ولا تغني من جوع أفقد هذه الوسائل فائدتها ولأن أكثر أفراد المجتمع لديهم أوقات فراغ كبيرة لا يعرفون كيف يقضونها ، أصبح نشر الغسيل اليومي لأدق التفاصيل الشخصية والتهريج والمفاخرة بخرق الأنظمة والقوانين محور اهتمام وحقق نجاح لبعض الحسابات وأوصلها للشهرة ليتحقق الهدف المنشود المجتمع أُشغل والمشهور حسابه مليان بفضل أعداد متابعيه المليونية.
غياب الجهات التسويقية المهنية أوجد هذا الفراغ التسويقي الذي جعل لإعلانات مشاهير قيمة لذلك أنا أطلق عليهم «إعلانيين» وليس إعلاميين فالإعلام مهنة مبنية على العديد من الأسس والأخلاقيات التي تتوارثها الأجيال الإعلامية جيلاً بعد جيل ، كما أن عدم وجود جهات رقابية تنظم عمل هذه الحسابات سمح بالتجاوزات التي أصبحت معول هدم تنخر في جسد المجتمع ووصل الأمر ببعضهم إلى تجاوز الأنظمة ومخالفة لوائح الذوق والعرف العام ، فالكل تابع خلال فترات منع التجول والإجراءات الاحترازية التي اتخذتها الدولة لمواجهة جائحة كورونا التجاوزات التي كان أبطالها مشاهير التواصل الاجتماعي وكأنهم فوق النظام وكان الأحرى بهم أن يكونوا قدوة حسنة يُحتذى بها.
استدراك: أنا لا أعمم فالبعض من هذه الحسابات تقدم محتوى هادفا ورائعا ويثرون الحراك اليومي بما يقدمونه من مبادرات وتقارير وتغطيات ورسائل توعوية وهم محل التقدير والاحترام مما يدلل عن أن هذه الوسائل لها دور كبير في التأثير في المجتمع وأفراده وكل في خدمة الوطن.