البلاد – مها العواودة
أيادي مملكة الإنسانية تمتد لمداوة جراح الأشقاء في مختلف البلدان، انطلاقاً من دورها الإنساني واهتمامها البالغ بالإنسان أينما كان، لذلك سارع مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية لتلبية نداء منكوبي مرفأ بيروت الذي خلف مئات القتلى وآلاف الجرحى من أجل لملمة الجرح الغائر بأيادي مملكة الخير البيضاء دون تمييز، فكانت هبّة فريق المركز الإغاثي في العاصمة بيروت تجسيداً لقيم الخير وترجمة لمعاني الأخوة بصورة فعلية، فقد حملت قلوبهم معاني الإنسانية والرحمة قبل أن تحمل أيديهم مواد الإغاثة منطلقين بهمة عالية وأنفس طيبة وهم يحملون راية الإنسانية لنشر العطاء السعودي اللامحدود في البلد المنكوب.
مشاهد كثيرة فوق ركام العاصمة المنكوبة، رصدتها عدسة كاميرا صحيفة “البلاد” لأصحاب القلوب الرحيمة وهم يداوون جراح الأسر المشردة، ويربتون على أكتاف المكلومين.. يواسون كبيرهم ويفرحون صغيرهم.. يغمرونهم بالحب والعطاء بلا رياء ولا منّة.
وبكثير من الحب والدموع، استقبلت حاجة لبنانية فريق عمل مركز الملك سلمان للإغاثة في منزلها المدمر بشكل جزئي بمنطقة الكرنتينا – وهي أكثر المناطق قربا وتضررا من الانفجار- فقد جاءها الفريق بالعون والمساندة للتخفيف من معاناتها.
واستطاع الفريق الإغاثي رسم البسمة على محيا الحاجة الستينية التي أصيبت بجروح طفيفة في يدها أثناء تواجدها بالمنزل وقت انفجار المرفأ، وهي تحكي ألم بلد أنهكته الهيمنة الإيرانية. وقالت الحاجة، التي لم تشأ ذكر اسمها، في وسائل الإعلام لفريق الإغاثة: “كتير مبسوطة بزيارتكم، دعمكم مابنقدر ننساه، انتوا أول ناس تدق بابي، شكرا للمملكة، شكرا للدعم”. وعندما علمت أن الحصة الغذائية التي حملها فريق مركز الملك سلمان لبيتها تحتوي على التمر قالت: “طول عمري بحب المملكة وتمرها”.
وتفاجأت سيدة أخرى، بزيارة الفريق الإغاثي لبيتها المتضرر، وقابلته بعبارة: “بحبكم من قلبي وبعرف أحكي سعودي. بعرف نفسيتكم. ما في متلكم. كتير فرحانة بشوفتكم وزعلانة لأنه ماني قادرة استقبلكم وضيفكم ببيتي. كل الأثاث مكسر. المملكة دائماً بلد الخير والعطاء. غمرتونا بخيركم”.
وغزت قصة سيدة مواقع التواصل الاجتماعي عبر فيديو يظهر رفض مدير مكتب مركز الملك سلمان للإغاثة في بيروت فهد قناص، أن تحمل حصتها نظراً لكبر سنها وعدم قدرتها على حمل السلة الغذائية وطلب توصيلها لها بسيارة خاصة لبيتها، ما زاد فرحتها وردت على هذا العمل الإنساني العظيم قائلة: “حبيب قلبي يخليكم إلنا”. وفي صورة أخرى تحمل أسمى معاني الإنسانية والرحمة يتسابق منسوبو مركز الملك سلمان للإغاثة على رسم الفرح والبهجة على وجوه أطفال الأسر المنكوبة، فيقتربون إليهم في كل الميادين يمسحون دموعهم ويبدلون حزنهم فرحا، فيما تواصل الطفلة أجوان، أصغر متطوعة سعودية ضمن فريق عمل مركز الملك سلمان توزيع المساعدات والخبز على الأسر المتضررة وسط بيروت، مؤكدةً أن أعظم الأعمال الإنسانية هي جبر الخواطر لذلك جاءت لبنان لتساعد الأسر المتضررة.
من جهته، أشاد رئيس المركز الإسلامي للدراسات والإعلام في لبنان الدكتور خلدون عريمط، بدعم المملكة المتواصل لمنكوبي مرفأ بيروت، وهي التي دأبت على أن تقرن القول بالفعل، والأكثر حرصاً على قضايا الشعوب العربية والإسلامية واستقرار بلادهم، مثمناً دور المملكة في دعم ومساندة المحتاجين، مشيراً إلى أن هذا الدعم غير المستغرب يأتي ضمن قوافل الخير والعطاء والدعم المستمر المقدم من مملكة الإنسانية منذ تأسيسها لكل المحتاجين حول العالم.
وقال :”المملكة بقيادتها الحكيمة وشعبها العربي الأصيل تحتضن مجدداً لبنان الجريح وشعبه، عبر جسور من الإغاثة الطبية والغذائية، لنجدة الشعب اللبناني بعد نكبته؛ جراء العبث السياسي والأمني لحزب الله”.