بني مالك ــ عبدالهادي المالكي
في سوق الخميس بصيادة كل شيء ينطق بالعفوية والجمال، وفي ردهاته يقف التاريخ مشمرا عن ساعديه لإلقاء التحية لعشاق التراث والمسنين الذين تجلبهم ردهات السوق وما يحتويه من موجودات وفلكلور وملابس تقليدية وحتى عطر الورد في هذا الموقع له خصوصيته وسحره. سوق الخميس في صيادة يعد واحدا من الأسواق الشعبية المنتشرة في مختلف مناطق المملكة والتي حملت أسماء أيام الأسبوع ومن هذه الأسواق سوق الخميس بصيادة بني مالك ، ويشهد هذ السوق إقبالا شديدا منذ الصباح الباكر من المتسوقين الذين يتدفقون عليه من الليل من كافة أنحاء المحافظات والقرى المجاورة له ، ويقام من بعد صلاة الفجر حتى اشتداد حرارة النهار، ويعرض بها كافة البضائع من أنعام، وطيور، ومشغولات يدوية، وفواكه، وخضروات، والسمن البري، والعسل البلدي وغيرها، الأمر الذي دفع بشهرته حتى وصلت إلى دول مجلس التعاون الخليجي، كما وصلت إلى الهند واليمن ودول شرق آسيا.
ويقع السوق وسط الجبال والطبيعة الساحرة بجنوب الطائف، حيث يتحول إلى ملتقى تجاري وثقافي وتراثي ينتظره الكثير من سكان المناطق المجاورة، حيث يعتبر أكبر سوق في منطقة “صيادة” الواقعة في منتصف الطريق السياحي، الذي يربط محافظة الطائف بمنطقة الباحة، وبذلك يكتسب موقعا متوسطا بين عدد من القرى والهجر المجاورة. (البلاد) قامت بجولة داخل ذلك السوق رصدت اكتظاظه بمركبات الباعة والمتسوقين ، حيث تعرض فيه كافة أنواع الأنعام ، والحيوانات الأليفة والحبوب ، والعسل ، والسمن البلدي ، والخضار والفواكه ، وأنواع متعددة من التراثيات مثل الصحاف والعطف والخناجر والسكاكين والعصي ، كما يتخذه عدد من الأطفال فرصة مناسبة لبيع ما لديهم من ارانب ودواجن وطيور يقومون على تربيتها، أو اصطيادها. والملفت في السوق تواجد الكثير من الباعة منذ منتصف ليل الخميس ، وكثير منهم ينامون هناك ؛ كي يحجزوا مواقع مناسبة لبضائعهم ، كون السوق يمتلئ تماما قبيل الفجر ، ويصعب وجود مواقف قريبة من ساحات عرض المواشي والبضائع .
هذا ويزيدعمر ” سوق الخميس ” عن 70 عاما ، وسمي بهذا الاسم كونه يقام صباح كل خميس ، ويستمر عدة ساعات صباحا.
ومما يلفت النظر التقاء كبار السن وتبادل الاحاديث والذكريات الجميلة من خلال ما يشاهدونه من منتجات مزارعهم المعروضة في السوق ويتذكرون معاناة الماضي حينما كانوا يحرثون الارض عن طريق الثيران والحمير والجمال وكيف تحول الوضع الى سهولة في عملية الزراعة في ظل التطور التي تشهده المملكة العربية السعودية في ظل حكومتها الرشيدة واهتماها بالزراعة لكونها من الخطوط الرئيسية في رفع عجلة التنمية والنماء واهتمامها براحة المواطن في كافة المجالات ومنها الزراعة. وقد حظي السوق في الآونة الأخير باهتمام محافظ محافظة ميسان حيث وجه محافظ ميسان السابق عبدالله الفيفي بتشكيل لجنة مكونة من الجهات المعنية للوقوف على سوق الخميس الشعبي بصياده بني مالك بهدف تطويره وتحسينه في موقعه الحالي بمنطقة صيادة بني مالك وذلك بعد توجيه كريم من صاحب السمو الملكي أمير منطقة مكة المكرمة الذي يهدف إلى تطوير وتحسين الأسواق الشعبية لما تحظى به تلك الأسواق من اهتمام ويعتبر واجهة للمنطقة ولكونه يجمع عددا من شرائح المجتمع من المواطنين من داخل محافظة ميسان والمراكز التابعة لها ومن خارجها وذلك من اجل تحويله لكي يصبح وجهة سياحية للمحافظة.