جدة – عادل بابكير
مع بداية تفشي فيروس كورونا، أصبحت مقاهي الشيشة تعاني من عدم إقبال الزبائن عليها؛ لأسباب من أهمها منع تقديم الشيشة كإجراء احترازي في مواجهة انتشار الفيروس، وعليه أغلق العديد من المقاهي أبوابها درءًا للخسائر التي يمكن أن تتعرض لها جراء الجائحة، بما في ذلك مقاهٍ كبيرة لها شهرتها العريقة في هذا النشاط.
خسائر فادحة
يقول منصور الأهدل: إنه اعتاد الذهاب إلى أحد المقاهي لتناول الغداء وتدخين المعسل إضافة إلى متابعة ما يقدمه بعض الفنانين والمطربين الذين يتم استقطابهم للمقاهي، ولكن مع بداية الجائحة وخوفا من انتشار الفيروس قامت الجهات المعنية بمنع تقديم الشيشة في المقاهي؛ درءًا لمخاطر الانتشار وللأسف لم توجد حلول بديلة لمساعدة أصحاب المقاهي واخراجهم من دوامة الخسائر الفادحة التي يتكبدونها بشكل يومي.
شبح الإفلاس
من جانبه، ذكر أحد ملاك المقاهي- تحتفظ ” البلاد ” باسمه، أن دخل مقهاه كان يتجاوز ٤٠٠٠ ريال في اليوم، ومنذ عودة مزاولة النشاط الاقتصادي أصبح المقهى بالكاد يدخل ٦٠٠ ريال ، مرجعا أسباب ذلك إلى العزوف عن المقاهي وعدم وجود الشيشة وبالتالي عدم الحاجة أصلا للمقهى ، مشيرا إلى أنه لا توجد
حتى الآن آلية تساعد ملاك المقاهي على اتمام أعمالهم حيث المخالفات ترصد بشكل عشوائي ، مستذكرا في هذا الصدد موقفا لأحد موظفي البلدية قبل أيام قائلا: جاءني أحد موظفي البلدية وكاد ان يحرر لي مخالفة بمئة ألف ريال بسبب أن
الشيش موجودة في المقهى، ولكنها في غرفة خاصة ومغلق عليها ولم تستخدم، فأمهلني ساعة لإخراجها من المقهى بالكامل ، علما بأن الشيش لم تستخدم ولكن هذه الغرفة تعتبر كمستودع لها ، مطالبا بإيجاد حلول بديلة لعودة النشاط بالكامل؛ منها توفير شيش تستخدم لمرة واحدة وبعد الانتهاء منها نقوم بتعقميها وتجهيزها وفق الاشتراطات الاحترازية التي تحددها وزارة الصحة حتى يمكن العمل بها ما يجنبهم شبح الإفلاس الذي أصبح يهدد العاملين في هذا المجال.
الدخل لا يكفي
وفي سياق ذلك، يروي أحمد فوزي أنه اعتاد الذهاب إلى أحد المقاهي قبل انتشار الفيروس وعندما ذهب اليه بعد عودة الحياة الى طبيعتها ، لم يشاهد ذاك الزحام والاقبال؛ حيث لم يتواجد في المقهى سوى قلة من الزبائن ، فيما يؤكد غسان محمد أن غالبية المستثمرين في مجال المقاهي لا يجدون التعاون الكافي من قبل ملاك المباني خاصة أن الفترة الحالية تحتاج لتكاتف الجميع وتعاونهم للعمل على
الخروج من الأزمة ، مضيفا أن له العديد من الأصدقاء المستثمرين في المقاهي وحين جلوسهم مع بعضهم بعضا ، يؤكدون أن الدخل في الفترة الحالية لا يكفي مصاريف التشغيل والتمويل ورواتب العاملين .