بعد ديربي البحر، وهزيمة الاتحاد أمام شقيقه الأهلي، تعالت الأصوات بين المعسكرات كالعادة، ولكنها اتفقت وبشكل كبير على المطالبة برحيل الإدارة بالرغم من خطورة المرحلة؛ كون الفريق في موقع حرج في جدول الترتيب، بل إن الفريق قد يكون قريباً من الهبوط عطفاً على المستوى الذي يقدمه، مقابل ما يقدمه منافسوه من مستويات.
بواقعية شديدة.. ما سينقذ الاتحاد أمران، لا ثالث لهما؛ تحقيق النتيجة الإيجابية بمعنى الفوز وفي أسوأ الأحوال التعادل، وأن تخدمه نتائج الأندية الأخرى، و لكن قبل ذلك فالأمر مرتبط بأن يحس اللاعبون بأهمية المرحلة، ويكونون في قمة تركيزهم الذهني، فاستقالة الإدارة لن تحل مشكلة النادي، فما الذي ستفعله إدارة جديدة أو مدير كرة ، أو مدير تنفيذي سوى اللعب على العامل النفسي، وهو أمر باستطاعة الإدارة الحالية أن تقوم به بكل بساطة بالاستعانة بمتخصصين ، بل إن الموقف ليس به الكثير من الوقت لتذهب إدارة وتأتي أخرى، فمشكلة الاتحاد ليست في هذا الموسم أو الذي قبله، ولكنها تعود لخمسو أو ستة مواسم من عدم الاستقرار وتكرار الأخطاء، وإن قلت إنها تعود لما هو أبعد من ذلك، فلن أكون مخطئاً، ولكن شرحها وتعقيداتها والحديث عنها يحتاج صفحات وساعات طويلة من الحديث.
مشكلة الاتحاد الكبرى هي عدم وجود مشروع طويل الأمد ، فالاتحاد يحتاج قائدا ، وخطة إستراتيجية ، فجميع من مروا على النادي من إدارات أتت لتُسيّر الأعمال ، ولم يقم أي منها بعملية التخطيط لمشروع طويل الأجل أو حتى الحديث عنه ، ولكن صنفوا نفسهم في خانة من أتى ولن يبقى طويلا ، وهذه سياسة لن تذهب بالنادي بعيداً فعودة ناد كبير مثل الاتحاد تحتاج خمسة أو ستة مواسم ، مع الأخذ في الحسبان اعتبارات كثيرة؛ لعل أبسطها وجود جيل ناشئ يتم بناؤه وتصعيده.
من المهم أن نوقن أن المال أو التدخل والإنقاذ من قبل الدولة، حفظها الله، ليس الحل لكل المشاكل ، فلا بد من وجود إدارة وقائد، ومشروع استراتيجي طويل الأمد، يلتف حوله جميع المنقسمين.
بُعد آخر
القائد.. قول وفعل.
@MohammedAAmri