الرياض- البلاد
تشهد المملكة حراكا واسعا نحو التحول التنموي المستدام القائم على التنوع غير النفطي واقتصاد المعرفة ، وفي إطار هذا الهدف يسعى منتدى الرياض الاقتصادي إلى أن يكون مركزا فكريا استراتيجيا لمناقشة القضايا الاقتصادية الوطنية من خلال أسلوب علمي عملي وباتباع منهجية مختلفة من أجل المساهمة في إبداع تنمية اقتصادية مستدامة ، ترجمة لما قاله خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز – حفظه الله – بأن “منتدى الرياض الاقتصادي فتح الباب على مصراعيه لتلاقح العقول والأفكار الاقتصادية لرجال وسيدات الأعمال والمهتمين والمهتمات بالشأن الاقتصادي من أجل إرساء قاعدة فكرية تسهم في تعزيز المبادرات”.
وعقد منتدى الرياض الاقتصادي جلساته الافتراضية أمس لمناقشة الدراسات التي قدمت في دورة المنتدى التاسعة ، وخصصت الندوة التي أدارها عضو مجلس أمناء المنتدى الدكتور خالد اليحيى، لمناقشة دراسة وظائف المستقبل في المملكة.
واستعرض الخبير الاقتصادي الدكتور عبد الله الشدادي ملامح الدراسة وما اشتملت عليه من فصول ونتائج والتوصيات التي خلصت اليها، مؤكدًا أن ما تشهده المملكة من تغيرات اقتصادية واجتماعية في ظل رؤية المملكة 2030، سيسهم في توفير مزيد من الفرص الوظيفية، وأن كثيرا ما يتم ربط وظائف المستقبل بالجانب الرقمي.
ومن وجهة نظر الدكتور الشدادي، فإن هناك العديد من الوظائف مهددة بالإلغاء أو التغير وفي المقابل هنالك الكثير من الوظائف التي ستتولد نتيجة للتحول للذكاء الاصطناعي، مفيدًا أن هناك ما يمثل نحو (65%) من الوظائف المستقبلية التي يجب أن يكون الشبابُ جاهزين لها ،متناولا في هذا الجانب التجارِب الدولية للتحول الوظيفي في بعض الدول.
وأوضح مستشار وكالة السياسات والتخطيط الاقتصادي في وزارة الاقتصاد والتخطيط الدكتورة منى الحفظي أن هناك حاجة للاستعداد المبكر للاستفادة من الوظائف المستقبلية، وأن التحول الرقمي سينتج عنه وظائف عدة ما يستدعي أن تكون هناك آلية للتعامل والتكيف مع المتغيرات، مؤكدة أن الوظائف المستقبلية لن تكون محصورة على مستوى المملكة بل تتجاوز الحدود الجغرافية مما سيؤدي إلى رفع الإنتاجية والتنافسية ، مشددة على أهمية المرونة في التعليم لمواكبة سرعة التطور التقني واكتساب مهارات جديدة، مفيدة أن جائحة كورونا كشفت عن جاهزية البنية التحتية في المملكة من حيث التطور التقني.
من جهته دعا رئيس الجمعية العالمية لأبحاث الموهبة والتميز الدكتور عبد الله الجغيمان إلى إطلاق مبادرات جديدة تساعد على اكتساب المهارات والاهتمام بتطوير النظام
التعليمي للخروج به من الدائرة التقليدية إلى نظام تعليمي مستمر يساعد في نقل المعرفة ويسهم في صناعة الكوادر البشرية، مؤكدًا أن الوظائف لا تموت بل تتطور.
