الدولية

سلاح «حزب الله» يدمر لبنان

البلاد – مها العواودة

في الوقت الذي تتواصل فيه المشاورات لاختيار اسم رئيس الحكومة اللبنانية الجديدة خلفاً لحكومة دياب التي أسقطها الشارع اللبناني، لا تزال حالة الغضب والغليان تسيطر على شوارع بيروت المنكوبة، وسط مطالبات المتظاهرين وأهالي ضحايا الانفجار الذي عصف بالعاصمة بيروت برحيل رئيس الجمهورية ميشال عون الذي أغرق لبنان في الأزمات من أجل مصالح خارجية، وكذلك تحرير القرار اللبناني من الهيمنة الإيرانية، وعودة بلادهم إلى أسرته العربية.

أكد سياسيون ومراقبون للشأن اللبناني لـ”البلاد” أن تغيير الحكومات لن يفضي إلى تحرير القرار اللبناني من الهيمنة الإيرانية، وأن الأمر يتطلب تسليم سلاح “حزب الله” باعتباره معضلة لبنان الكبرى، وعودة الحزب إلى النسيج اللبناني من أجل ضمان بناء لبنان جديد آمن ومزدهر، أو من خلال ممارسة ضغوط إقليمية كبيرة على إيران تجبرها على منع تصديرها للإرهاب إلى دول المنطقة، وكذلك تقليم أظافرها العسكرية والأمنية ومنها “حزب الله”.

وقال المحلل السياسي أحمد عياش، إنه على الرغم من رحيل الحكومة الفاشلة لا يزال لبنان في مربع نفوذ إيران وذراعها “حزب الله” الذي ينفذ مخططاتها الإرهابية على الأراضي اللبنانية، مشيراً إلى أن الكارثة المروعة في مرفأ بيروت خلقت معطيات جديدة محلية وخارجية بدليل التحرك العربي والدولي غير المسبوق تجاه لبنان. ويرى عياش أن عودة لبنان إلى أسرته العربية ستكون مرافقة لإجراء تغييرات جذرية مرتبطة بحجم الضغط المحلي والدولي على السلطة الحاكمة في لبنان، مؤكداً حاجة لبنان إلى تغييرات جذرية انطلاقا من الطبقة السياسية الموالية لإيران تمهيدا لتحرير القرار اللبناني من الهيمنة الإيرانية، وهو أمر ممكن، فليست هناك قوة خارجية استطاعت البقاء على مسرح الأحداث في لبنان،

لافتاً إلى أن ذلك سيكون بكلفة عالية خاصة في ظل حالة الغليان غير المسبوقة في الشارع اللبناني والتي ستؤدي إذا ما استمرت إلى تغيير المعادلات وتحرير القرار اللبناني من الهيمنة الإيرانية. من جانبه، أكد المحلل السياسي يوسف دياب، أن تحرير القرار اللبناني من الهيمنة الإيرانية وهو المطلب الأول للغاضبين في ساحات لبنان يتوقف على تعريف “حزب الله” بأن سياسة الخضوع لمصالح إيران سيدمر البلد، وشريطة أن يتحول “حزب الله” إلى حزب سياسي متخلياً عن سلاحه الذي يسيطر على قرار الدولة السيادية. وأضاف “يجب ممارسة ضغوط إقليمية كبيرة وجادة على إيران تجبرها على تغيير موقفها على مستوى المنطقة ومنع تصديرها للإرهاب إلى دول المنطقة، وكذلك تقليم أظافرها العسكرية والأمنية من بينها حزب الله ذراعها في لبنان”، معتبراً أن تسليم سلاح “حزب الله” للدولة، سينقذ لبنان من الهلاك.

وفي سياق ذي صلة، قال وزير خارجية ألمانيا هايكو ماس قبل وصوله إلى لبنان أمس على رأس وفد رسمي، إن الإصلاح هو طوق النجاة الوحيد من أجل مستقبل مشرق للبنان، وأن إيصال المساعدات إلى بيروت سيكون بسرعة وبشكل مباشر إلى الناس، عبر الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة ذات الخبرة.
في الأثناء، أكد معهد التمويل الدولي أن استمرار حكومة تصريف الأعمال والدخول في فراغ سياسي لفترة طويلة سيؤدي إلى تأخير الاتفاق المحتمل على برنامج إنقاذ مع صندوق النقد الدولي وبالتالي تأخير الحصول على التمويل الخارجي باستثناء المساعدات الإنسانية، مما سيؤدي إلى انهيار سعر صرف الليرة وتسريع وتيرة زيادة نسبة التضخم إلى ما فوق 100 %، وتعميق الانكماش الاقتصادي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *