جدة ـ خالد بن مرضاح
تعيش فيفاء هذه الأيام عرس المطر ، فارتدت حلة خضراء بهيجة ، بمدرجاتها التي تبدو كحديقة فوق السحاب ، بطبيعة ساحرة خلابة ، وأجواء باردة عليلة.
ورصدت عدسة وكالة الأنباء السعودية ” واس ” ، المناظر الخلابة والأجواء البديعة بمحافظة فيفاء ، فمع الحالة المطيرة التي تشهدها منطقة جازان حالياً ، تحولت غاباتها ومدرجاتها بفواكهها وحبوبها ونباتاتها العطرية إلى غطاء أخضر على قمم الجبال .
وتبدو محافظة فيفا وكأنها مدينة عصرية تزدان بمبانيها الشاهقة العائمة وسط السحاب, لتشارك غيرها من محافظة منطقة جازان ذات الطابع الجبلي في برودة أجوائها في فترات الشتاء واعتدالها في مثل هذه الأيام من فصل الصيف ما يجعلها محط أنظار أبناء بقية محافظة منطقة جازان ومناطق وطننا العزيز.
وتمتاز جبال فيفا بمتنزهاتها وقممها العالية التي من أشهرها ” العبسية واللغثة والكدرة وبقعة الوشل والسرة وقرضة والسماع ” التي تكشف للناظر من أعالي تلك القمم, جمال جبال فيفا والمحافظات الأخرى المجارة لها ” الدائر بني مالك والعيدابي والعارضة ” في منظر مهيب يزينه منظر (وادي جوراء ووادي ضمد) وقد أحاطا بالمحافظة من جميع الجوانب في لوحة جمالية تمتزج فيها الحضرة وجريان المياه في منظر جمالي بديع من السفح إلى الوادي.
وتقف البيوت الجبلية القديمة الأسطوانية الشكل ومدرجات جبال محافظة فيفا الزراعية, شاهد على قدم وأًصالة حاضرة أهالي فيفا بوجه خاص وسكان المناطق الجبلية بالمنطقة بوجه عام, فتزينت جبال فيفا بتلك المدرجات التي يقدر الأهالي عددها بملايين المدرجات من الوادي إلى القمة, لتكون مواقعاً خصباً للزراعة وحفظ التربة من الانجراف بفعل مياه الأمطار والسيول التي يتم تصريفها بطرق هندسية بديعة توصل المياه من قمم الجبال وأسطح المنازل إلى خزانات تم إنشاءها لحفظ المياه والاستفادة منها في السقيا وري المزارع خاصة في فصول الجفاف وندرة الأمطار. ويعتمد أهالي فيفا على الزراعة وتربية الماشية كمصدرين للدخل, فتزرع الأشجار العطرية والحبوب بأنواعها وكذا الرمان والقشطة والعنب والكاكو والبن والجوافة والتمر الهندي وغيرها من الفواكة والخضروات, إلى جانب تربية النحل, حتى عرفت جبال فيفا بجودة منتجاتها من العسل بأنواعه ” السدرة والقتاد والسمرة ” وغيرها.
وفي فيفا يجد السائح والزائر الباحث عن التراث ضالته عند زيارته لسوق “النفيعة” الذي يعد من أول الأسواق التي تقام بالمحافظة, الذي ما يزال يحافظ على طابعه التقليدي وبساطة دكاكينه ومعروضاته من التراث الجبلي القديم, وفي المقابل يقام سوق “حقو فيفا” الذي أقامته بلدية المحافظة وفق الطراز المعماري والخدماتي الحديث الذي يوفر الخدمات البلدية لمرتادي السوق والساحات الشعبية الواسعة التي تقام بها مناسبات وفعاليات المحافظة في الأعياد والمناسبات.