العالم وفي مقدمته المملكة تداعى عاجلاً لمساعدة لبنان إثر كارثة انفجار مرفأ بيروت ، وما خلفته من مأساة إنسانية مروعة وخسائر اقتصادية واسعة ، أكبر من قدرة هذا البلد الشقيق على الخروج من النفق المظلم الذي أوصله إليه حزب الله وميليشياته الطائفية ذراع إيران ، من تغول في مراكز صناعة القرار وإرهاب للشعب ومكوناته تحت وطأة السلاح خارج المؤسسة العسكرية ، والعبث المستمر بالنسيج الوطني الذي تقوم عليه البلاد بتوافق اللبنانيين ، وتهديد أمنها واستقرارها على كافة الأصعدة العسكرية والأمنية والاقتصادية.
لقد تعاطف العالم مع غضب الشعب اللبناني المشتعل ، واستنكر أسباب الانفجار الذي أصاب مباشرة قلب بيروت والجسد اللبناني عامة ، ويسعى لبلورة موقف دولي لإجراء تحقيق محايد ، لكن العالم نفسه مطالب بالتصدي عاجلاً لكارثة كامنة لاتقل خطراً عن ما تعرضت له بيروت ، وهي باخرة “صافر” الراسية مقابل مدينة الحديدة اليمنية ، وتحمل أكثر من مليون برميل ، ومهددة بالتسريب النفطي أو الانفجار في ظل سيطرة ميليشيا الحوثي الإرهابية على ميناء الحديدة ، ولم تشهد عمليات صيانة ، مما ينذر بكارثة بحرية وبيئية وإنسانية ستشكل تحديا لليمن والمنطقة ، مما يستوجب تدخلاً دولياً حازماً دون الاكتفاء بتنبيهات نظرية لاصدى لها لدى تلك الميليشيا الإرهابية المهددة بجرائمها سلامة اليمن والمنطقة.