البلاد – مها العواودة
أجمع مسؤولون وسياسيون لبنانيون في أعقاب استقالة حكومة دياب، على وجود عطب تكويني في النظام السياسي اللبناني، وحاجة البلاد إلى تغيير جذري يشمل رئيس الجمهورية ومجلس النواب، من أجل كسر حلقة التحكم الإقليمي المدمر بلبنان، والسماح بالمساعدة في نهوضه.
وأكدوا أن انفجار المرفأ كان “القشة التي قصمت ظهر البعير”، في إشارة إلى بداية التغيرات التي ينشدها الشعب اللبناني لبناء لبنان جديد بدون هيمنة إيرانية، إذ اعتبر المحلل السياسي لقمان سليم، أن استقالة الحكومة صفعة مهمة لحزب الولي الفقيه، فيما أكد نائب رئيس التحرير في صحيفة النهار اللبنانية نبيل بومنصف، أن الحكومة كان يجب أن ترحل بكل الأحوال لأنها فشلت في وضع وتنفيذ استراتيجية لإنقاذ لبنان، وكانت تضيع الوقت في الحملات على الحكومات السابقة وتسببت بأذى أكبر وأفدح جسامة من خصومها جميعاً.
ويرى بومنصف أن استقالة الحكومة جاءت تحت ضغط التداعيات الضخمة لانفجار بيروت، وهو أمر ليس غريباً لأن الاستقالة كانت قسرية، وأجبرت التحالف الحاكم على التضحية بحكومته. ولفت إلى أن الحكومة وإذا أمكن تشكيلها قريباً لن تكفي لوضع لبنان على طريق التعافي الحقيقي، بل المطلوب تغيير جذري يشمل تغيير رأس الهرم “رئيس الجمهورية ومجلس النواب” من أجل كسر حلقة التحكم الإقليمي المدمر بلبنان.
في السياق ذاته، قال الخبير الأمني خالد حمادة، إن “فاجعة بيروت تسدل الستار على مرحلة مظلمة من تاريخ لبنان، وتؤسس لتغيير جذري في مستقبل النفوذ في المنطقة”، وتابع: “اللبنانيون العازمون على التغيير اتخذوا قرارهم، ولابد أن يستجب حزب الله لصوت الشارع بالبعد عن السيطرة على مفاصل الدولة”.
وأكد أمين سر الجمعية الاقتصادية اللبنانية البروفيسور بيار خوري، أن رحيل حكومة دياب لن يغير شيئاً في الأزمة اللبنانية إلا من خلال اتفاق دولي جديد يسمح للبنان بالتقاط أنفاسه مع إصلاحات جدية ومحاربة الفساد.
ويرى أن الأمور تذهب إلى احتمال إعادة تشكيل حكومة بناءً على توافق دولي يراقب عمل ما يجري في بيروت وتبعا له تجرى عملية الإصلاح. وأضاف “لبنان يتجه نحو مزيد من الغرق في الأزمات إن لم يحدث تدخل دولي جدي”.
وفي موضوع ذي صلة، قال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، إن برنامج الأغذية العالمي سيرسل 50 ألف طن من القمح إلى بيروت لتعزيز الإمدادات الوطنية، بينما أكد وزير الخارجية المصري سامح شكري إن مصر تعمل على تلبية أولويات لبنان في هذه المحنة، عبر جسر بحري لإعادة إعمار العاصمة المنكوبة، وآخر جوي للمساعدات الإغاثية والإنسانية.