لا جدال بأن جائحة كورونا غيرت واقع حياتنا في كل المجالات .. وجعلت من مفهوم .. عن بعد .. و التباعد الاجتماعي .. جعلت منه القاسم المشترك في تعاملاتنا جميعها .. في العمل والمدارس والمولات والفنادق والمطارات والمواصلات الخ . وهذا .. التباعد .. سيكون له تاثير سلبي وقوي علي نظم حياتنا وعلاقاتنا الاجتماعية وعلي صحتنا النفسية .. وتجمعات مناسباتنا بكل انواعها وعلي راسها التجمع السنوي لأداء فريضة الحج.
وكانت المفاجأة العظيمة قرار المملكة الاقدام علي تنظيم الحج لهذا العام بالرغم من التحديات الصعبة والقاسية والخطيرة التي ستواجه القائمين على التخطيط والتنظيم وادارة الحدث اثناء الازمات والكوارث الطبيعية وانتشار الاوبئة .. وذلك من خلال منظومة معقدة وعالية
الكفاءة وبمفاهيم علمية جديدة ومتطورة .. والاستعانة بالخبرات المتراكمة لدى الاجهزة المختصة عبر السنين لتنظيم الحشود.
لقد تمكنت القيادة وباقتدار من رسم لوحات متكاملة للكيفية التي سيكون عليها صورة الحج لهذا العام وفي المستقبل .. فكانت لوحة صحن الطواف هي الصورة الرمزية لتطبيق مفهوم التباعد الاجتماعي في ابهى حلله الي جانب لوحات اخري للسكن والاعاشة والمواصلات والتطبيقات التكنولوجية غير المسبوقة للمتابعة والمراقبة والتشغيل بالاضافة الي تدريب القوي العاملة القائمة علي ادارة هذه المنظومة في ادق تفاصيلها.
انها تجربة عالمية رائدة بكل المقاييس .. يحق للمملكة ان تفخر بها .. وان تحتفظ بحقوق الملكية الابداعية والفكرية وأن تعقد الندوات والمحاضرات واللقاءات المحلية والاقليمية والعالمية لتشارك خبراء العالم هذه التجربة ونتائجها وكيفية تطويرها وماهي التقنيات المستقبلية المطلوب توظيفها وانتاجها في مناسبات التجمعات العالمية بكل انواعها .. الرياضية والاجتماعية والاقتصادية والدينية بشكل خاص.
هذا واستطيع ان اجزم بكل ثقة ان المملكة قادرة على ان تقود عمليات التحول الى مفاهيم ونظم جديدة في ادارة الحشود الذكية .. والتي من خلالها يمكن عقد المناسبات بكل انواعها وتفرعاتها وبالاخص فريضة الحج من خلال بيئة ذكية في المشاعر قوامها المعرفة العميقة للمعلومات الضخمة .. والتكنولوجيا المتطورة .. والذكاء الاصطناعي.
واخيرا .. تحية تقدير لكل من ساهم في ادارة حج هذا العام بتوجيهات وقيادة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الامين حفظهما الله.