البلاد – رضا سلامة
تصاعدت الضغوط على إيران لمحاسبتها على جريمة إسقاط الطائرة الأوكرانية، في ظل محاولاتها التلاعب والتضليل، فيما جددت الولايات المتحدة التأكيد على أن أنشطة إيران المدمرة وعدوانها على دول المنطقة سيزداد حال رفع حظر الأسلحة المفروض عليها، معلنة مواصلة سياسة الضغط الأقصى عليها، إذ لاحقت إحدى الشركات وأجبرتها على دفع غرامة مالية لإغلاق قضية ضدها تتعلق بانتهاك عقوبات واشنطن ضد طهران.
وشددت أوكرانيا على أنها لن تتوانى عن تحميل إيران تبعات مأساة طائرتها التي أسقطتها صواريخ الحرس الثوري الإيراني في 8 يناير الماضي، ما أودى بحياة 176 راكباً، مؤكدة لوفد إيراني زار كييف، أمس (الأربعاء)، لمناقشة تعويضات إسقاط الطائرة، تمسكها بضرورة دفع طهران التعويضات العادلة، خاصة بعدما أظهر تحليل الصندوقين الأسودين في باريس قبل أيام حصول تدخل غريب من قبل السلطات الإيرانية تسبب في إسقاط الطائرة.
وسبق لوزير النقل الكندي مارك غارون الإعلان أن بلاده لا تثق بالإيرانيين، ولن تسمح لهم بتضليل التحقيق حول إسقاط الطائرة الأوكرانية التي راح ضحيتها العديد من مواطني كندا، كما شكك وزير الخارجية الكندي فرانسوا فيليب شامبين في التحقيقات الإيرانية حول القضية، مشيرًا إلى أن تقرير إيران بشأنها يفتقر للمصداقية، وإنه لا يمكن أن يكون السبب في الكارثة مجرد خطأ بشري، في حين، دعت رابطة أسر ضحايا الطائرة الأوكرانية لإجراء تحقيق محايد وشامل عقب نقل الصندوقين الأسودين إلى فرنسا، مرجعة الطلب إلى تخريب إيراني للصندوقين.
وفي سياق ذي صلة بمحاصرة العدوان الإيراني، أعربت مندوبة واشنطن لدى الأمم المتحدة كيلي كرافت، عن قلقها بشأن رفع حظر الأسلحة المفروض على إيران، مؤكدة أنه في حال تم ذلك فإن إجراءات إيران التدميرية ستزداد، مضيفة أن إيران تثير صراعاتٍ الآن وهي تخضع لعقوبات، ومن الجنون الاعتقاد أن هذه الأعمال المدمرة لن تزيد عندما يتم رفع العقوبات، مشيرة إلى أنه قبل شهر، اكتشفت الولايات المتحدة وحلفاؤها سفينة تحمل أسلحة إيرانية متجهة إلى الحوثيين في المياه اليمنية، منوهة إلى أن تسليح إيران للحوثيين يطيل أمد الصراع في اليمن ويفاقم معاناة الشعب اليمني.
إلى ذلك، قالت المتحدثة الإقليمية باسم الخارجية الأمريكية جيرالدين غريفث، إن جولات وزير الخارجية مايك بومبيو والمبعوث الأمريكي الخاص بإيران براين هوك، تتواصل بالمنطقة لمواجهة خطر إيران، لافتة إلى أن واشنطن تدرس المناورات التي تقوم بها طهران وسترد بشكل مناسب، لافتة إلى أن نظام الملالي لا يتوقف عن استخدام الوكلاء لتهديد جواره، لذلك لابد من ردعه. ومواصلة لسياسة الضغط على إيران، فرضت وزارة الخزانة الأمريكية على إحدى الشركات غرامة مالية 825 ألف دولار، لإغلاق قضية ضدها تتعلق بانتهاك العقوبات الأمريكية على إيران. وكانت الشركة التي يشغل منصب رئيس مبيعاتها مواطن أمريكي، قد باعت منتجات بما يزيد على 3 ملايين دولار إلى إيران، من 2014 إلى نهاية 2015، من خلال فروعها في إيطاليا وتركيا، وتعمدت إخفاء اسم إيران كعميل في معاملاتها، ما عرضها لعقوبات بأكثر من 18 مليون دولار بسبب مثل هذه الانتهاكات. يأتي هذا فيما يتواصل غليان الداخل الإيراني، حيث استمر، أمس (الأربعاء)، إضراب عمال شركة قصب السكر لليوم الـ45 يومًا على التوالي، إذ يطالب العمال بتقاضي رواتبهم المتأخرة وعودة زملائهم المفصولين وتحسين أحوالهم المعيشية المتردية وإرجاع الأموال المسروقة وطرد المديرين الفاسدين من الشركة.