البلاد – رضا سلامة
قطعت الولايات المتحدة بمواصلة الضغط الأقصى على إيران لوقف دعمها للإرهاب وزعزعتها لأمن واستقرار المنطقة، وعززت الأقوال بالأفعال، عبر جولة عربية وأوروبية لبراين هوك لحشد الموقف الدولي في مواجهة الملالي، في وقت كشفت أصوات بالداخل الإيراني هشاشة وضع النظام المتداعي، إذ أقرت بأن الحديث عن الرد بالمثل على اعتراض طائرة ماهان “تصريحات للاستهلاك المحلي”، منوهة إلى ضعف النظام واستشراء الفساد وتدهور اقتصاد، مما تسبب في فقدان الإيرانيين للأمل في المستقبل، متوقعة عزوفًا كبيرًا عن المشاركة في الانتخابات الرئاسية المقبلة، بشكل يفاقم أزمات النظام وينزع عنه الشرعية.
ولا تفوت واشنطن فرصة لإعلان تصميمها على ردع إيران والتصدي لعدوانها، إذ قال وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، في كلمة بمناسبة الذكرى 231 لتأسيس وزارة الخارجية الأمريكية، أمس (الثلاثاء)، إن الولايات المتحدة كثفت ضغوطها على إيران منذ العام الماضي، لوقف دعم النظام الإيراني للإرهاب والأنشطة الأخرى المزعزعة للاستقرار، موكدًا على مواصلة بلاده سياسة الضغط الأقصى على النظام الإيراني من خلال تشديد العقوبات والإجراءات الدبلوماسية الأخرى، لمنع إيران من امتلاك أسلحة نووية والسيطرة على تمددها الإقليمي.
وتكثف الولايات المتحدة جهودها لتمديد حظر بيع وشراء السلاح الذي يفرضه مجلس الأمن الدولي على إيران، والذي سينتهي بموجب الاتفاق النووي في أكتوبر المقبل، ولأجل ذلك، يقوم رئيس مجموعة العمل الخاصة بإيران في الخارجية الأمريكية، براين هوك، بجولة عربية وأوروبية لمناقشة التهديدات الإيرانية مع شركاء الولايات المتحدة، وفي مؤتمر صحافي بالكويت، الاثنين، وصف هوك، إيران بأنها السبب الرئيسي لعدم الاستقرار في الشرق الأوسط، وحذر من دعم إيران للميليشيات التي تحارب بالنيابة عنها في المنطقة.
وقال هوك إن النظام الإيراني يواصل تمويل المجموعات التي تحارب بالنيابة عنه ويزودها بالصواريخ والقذائف لمهاجمة دول المنطقة، محملًا طهران المسؤولية عن الخسائر الفادحة وسفك الدماء في الشرق الأوسط.
وفي داخل إيران، أقرت صحيفة “جهان صنعت”، أمس، بأن تصريحات المسؤولين الإيرانيين الذين يصرون على أن بلادهم سوف ترد بالمثل على اعتراض مقاتلات أمريكية لطائرة ماهان الإيرانية في الأجواء السورية “مجرد تصريحات للاستهلاك المحلي”، ونقلت الصحيفة عن الخبير في القانون الدولي علي بيكدلي، أن الرد بالمثل من جانب إيران لن يكون في مصلحتها، منوها إلى أن الحديث عن الانتقام والثأر والرد بالمثل يأتي من أجل الاستهلاك الداخلي فحسب، في ظل أوضاع إيران الصعبة والمتأزمة والضغوطات والعقوبات التي تعاني منها.
وتواصل مسلسل الحوادث الغامضة التي طالت منشآت ومواقع كبرى خلال الأسابيع الماضية في إيران، بوقوع انفجار في إقليم كرمنشاه الغربي، أمس، فيما زعمت وكالة “إيسنا” أنه كان بسبب احتراق شاحنات محملة بالوقود، بينما سلطت صحيفة “مردم سالاري” الضوء على ظاهرة اختفاء أموال بمبالغ هائلة في إيران، سواء في إطار الفساد الاقتصادي أو من خلال الأموال التي تخصص للتصدير ولا تعود إلى البلاد، ولا تزال هذه الحالة تتكرر بين الحين والآخر، وتساءلت الصحيفة عن مصير 22 مليار دولار مختفية تم تخصيصها لقطاع التصدير إلا أنها لم تعد للبلاد، ما يشير إلى أن طهران تغرق في الفساد.