في لحظة معينة خلال خطة علاج مريض يقف الطاقم الطبي في مفترق طرق صعب، صعوبته ليس مردها أن الطاقم لم يشخص الداء ولا يعرف الدواء..
لكنه يقف حائراً أمام جسم منهك، جسد هزيل، إزاء مريض ضعفت قواه كثيراً، وأنهكته الأيام طويلاً، فلا الطاقم الطبي قادر على أن يمضي في خطة العلاج وفي الوقت نفسه لا يمكنه التخلي عن مريض منهك، فليس من أخلاقيات الطب التخلي عن المريض..
إنه موقف لا يحسد عليه أي طبيب أن يجد نفسه إزاء مريض وقف الطبيب على تفصيلات مرضه ويستطيع بإذن الله علاجه أو التخفيف عنه، لكن جسد المريض لا يتحمل علاجاً.. هنا يقف الجميع أمام مشيئة الله، أمام قدرة الخالق، حيث تتراجع كل قدرات الدنيا أمام قدرة خالق الدنيا ومن فيها وما فيها.. يقفون ليس بوسعهم سوى رفع الدعاء لرب الأرض والسماء أن يبريء الداء، وييسر الدواء.. وإزاء هذه الحيرة يلجأ الطاقم الطبي إلى ما يسمى: الرعاية التلطيفية Palliative Care للمريض لتخفيف بعض ما يعانيه، وكذا الرعاية التدعيمية.
Supportive Care بهدف دعم أجهزة المريض الحيوية للقيام بالحد الأدنى الذي يحتاجه.. وإزاء كل ذلك فإن الإيمان الصادق واليقين الراسخ يقتضيان التسليم المطلق لله عز وجل، فهما بلغ الطب من قدرة وتمكين فإنه في لحظة معينة يقف حائراً أمام ما يقدره الله.. ولا أدل على ذلك مما يعيشه العالم بأسره منذ بداية هذا العام من جائحة COVID-19 التي فرضت على العالم كله بروتوكولات وقاية وأنظمة حياة يبدو أنها ستبقى حتى لو رحلت كــورونـا..
فاللهم لطفك بكل مريض، وشفاءك لكل مريض، اللهم ألطف بالآباء والأمهات، اللهم اشف الآباء والأمهات، اللهم أنزل من سابع سماء شفاء لأمـي لـولـوة إنك على ذلك قدير وبالإجابة جدير، فأقدارك بين «كُن فيكون»..
ogaily_wass@