بالامس كتبت لكم عن الحائرين .. المترددين في قرار السفر .. وأنا أعلم أن الدول واقتصادياتها .. والبشر ومتطلباتهم تتنازعهم ضرورات الحياة .. فهم تواقون للسفر ولكن الرأي عندي هو ..السفر للضرورة القصوى .. وانني على يقين أن هناك من يختلفون معي في هذا التوجه .. وبالطبع احترم ذلك .. لقد كونت رأيي هذا من خلال دراسة متعمقة لمعلومات غزيرة في محاولة لاستشراف المستقبل.
أما اليوم فسأناقش معكم حالة جديدة من التوجس والخوف .. ولكن هذه المرة تخص بالذات مرضى الاسنان والعيون .. الخائفون .. حيث لا يمكن تطبيق إجراءات التباعد الاجتماعي بأية حال من الاحوال أثناء كشف الطبيب عليهم او علاجهم.
والسؤال الذي يطرح نفسه بقوة الآن هو .. متي يجب أن نذهب لأطباء الاسنان والعيون .. ؟!
بداية .. اشدد على ضرورة وجود بروتوكولات اجرائية للتخصصات الطبية المختلفة تضعها جهات الاختصاص الصحية والتشريعية وتنشر على مواقع المستشفيات والعيادات والمراكز الطبية وعبر اللوحات الارشادية داخل اروقة المستشفيات .. حتى يكون المرضى والمراجعون علي دراية بها قبل الذهاب اليها .. اما الامر الآخر هو .. تقديم خدمات الرعاية الصحية عن بعد .. بحيث يمكن التواصل مع الطبيب او المستشفى وشرح المعاناة المرضية ويمكن للطبيب ان يحدد العلاج وطريقته وكيف يمكن تقليل مخاطر عدوي الذهاب للطرفين الطبيب والمريض .. وبهذا تقل عدد مرات الزيارة للمستشفيات والعيادات حفاظا على صحة المرضى وذلك عن طريق وصف بعض العلاجات التمهيدية قبل زيارة الطبيب.
ومن هذه الاجراءات في طب الاسنان وفق افادة احد الاطباء مثلا .. تأجيل عمليات تنظيف الاسنان وتخفيف الآلام بالكمادات وغسول الفم والغرغرة وتمارين التحكم في الالم وتخفيف الضغط علي الاسنان اثناء النوم .. ما اقصده ان الطبيب يستطيع ان يصف الكثير من بدائل العلاجات المنزلية قبل الطلب من مريضه الذهاب الى عيادته .. ونفس الامر ينطبق على مرضى وأطباء العيون.
وتجدر الاشارة الى انه من حق المريض ان يسأل عن الاجراءات الوقائية والصحية التي يتبعها المستشفى في التعقيم والتطهير للاجهزة والمعدات والمواد المستعملة.
وزيادة في اطمئنان المرضي بل وحتي الاطباء .. يجب تفعيل وتكثيف دور اختصاصي الجودة الصحية ومراقبتها داخل المستشفى والعيادات وان يستعين بالاجهزة والمعدات المحسوسة والمرئية والتي تؤكد فعالية نظم واجراءات التعقيم والسلامة الصحية .. وبالطبع كل هذه الاجراءات ماهي الا امتداد صارم لما تمارسه المستشفيات من اجراءات وفق المستجدات التي تنشرها مراكز البحث العلمي والمنظمات العالمية.
الرعاية والعناية الطبية عن بعد .. هي الحصان الرابح في زمن الكورونا وما بعده.