الدمام- البلاد
دعا مهتمون بقضايا حالات التوحد ، بضرورة التشخيص المبكر للأطفال المصابين بمثل هذه الحالة مؤكدين ، محذرين في الوقت نفسه أولياء الأمور بأن “إغلاق الابواب” على المعاقين ليس هو الحل بل يضاعف المشكلة. وأكدوا لـ” البلاد ” أن بعض حالات التوحد تكون ناتجة عن الحالة النفسية للأم أثناء فترة الحمل ما يحرم الطفل من بعض الإنزيمات المغذية.
وقال الدكتور واصف كابلي، أن أسباب التوحد غير معروفه، ويعتبرها البعض مزيجا من امراض وراثية أو طبيعية أو حوادث اجتماعية ونفسية “كآبة، وفاة عزيز، خسارة مالية” مرت بها الام اثناء الحمل، بالإضافة الى عوامل اخرى مثل تعرض الأم في حياتها الزوجية إلى عنف أسرى أثناء الحمل، ما يجعلها تدخل بموجبه في حاله كآبة وحزن وألم نفسي قد يحرم الطفل من بعض الانزيمات المغذية التي تنعكس على الجنين بالتوحد، فيما يرى البعض من المتخصصين بأن التوحد هو نتيجة حتمية لبعض العوامل المساندة أثناء الحمل مثل “التدخين، واستخدام الأدوية بدون وصفة طبية ، كما أنه ربما ينتج عن طريقة التوليد او نقص الاكسجين في المستشفيات، وأحيانا يكون هناك مشاكل في القوقعة تحرم الرضيع من التواصل.
وطالب الدكتور كابلي، بعمل بحث مجتمعي يشرف عليه عدد من الأطباء في الجامعات ومراكز البحث العلمي، بهدف التحقق من سبب مرض التوحد أثناء الحمل، وقد نتمكن من معرفة السبب ونوع الإفرازات التي لم تفرز أثناء الحالة النفسية والاجتماعية والتي قد تكون سببا في التوحد، ثم نتوصل للحقن التي تعوض هذا النقص.
فيما كشف الدكتور تركي البطي، استشاري الطب النفسي للأطفال والمراهقين والمتخصص في الاضطرابات النمائية والتوحد بالخبر، أن نسبة الاطفال المصابين بالتوحد بالمملكة بحسب دراسة أجريت حديثا وسوف تنشر نتائجها قريبا طفل واحد لكل 45 طفلا أي ان نسبة الاصابة 1.5-2%، وهذه قريبة من النسبة العالمية، لافتا الى أن الدراسات الحديثة العالمية أظهرت تزايد نسبة الإصابة باضطراب طيف التوحد بشكل مضطرد خلال الـ 15 الماضية، حيث زاد العدد من ١ لكل ١٦٦ طفلا في عام ٢٠٠٤ ليصل الى ١ لكل ٥٤ طفلا في عام ٢٠٢٠م. واكد د. البطي، ان الكشف المبكر على الاطفال الذين يتم تشخيصهم بالتوحد سيوفر على الدولة مبالغ كبيرة فكل ريال يصرف على الكشف المبكر يوفر سبعة ريالات قبل وصول الطفل الى سن الخمس سنوات، مبينا في ذات السياق أن التوحد هو اضطراب نمائي عبارة عن عوامل وراثية وبيئية طبيعية، وأن الاعراض تظهر في عمر مبكر من حياة الطفل.