البلاد – رضا سلامة
ضحت أوكرانيا أمس (الجمعة)، الإرهاب الإيراني، مؤكدة أن تدخلاً غير قانوني حدث خلال الرحلة المدنية التي استهدفها الحرس الثوري بصاروخين في 8 يناير الماضي، ما أدى إلى مقتل جميع ركابها، في فاجعة إنسانية.
وقال نائب وزير الخارجية الأوكراني: إن إعادة قراءة الصندوقين الأسودين للطائرة المنكوبة في إيران، أكدت حدوث تدخل غير قانوني، في دلالة على دور إجرامي إيراني في إسقاط الطائرة.
وعلى الرغم من إجرامها المتواصل، واستهدافها عمداً للطائرة المدنية الأوكرانية، ارتفع ضجيج طهران لمجرد إجراء بسيط نفذته مقاتلة أمريكية للتحقق من هوية طائرة إيرانية اخترقت مجال قاعدة التنف التي تتمركز بها قوات لواشنطن.
وأعلنت القيادة المركزية الأمريكية أمس، أن طائرة F15 أمريكية قامت بفحص طائرة ركاب إيرانية تابعة لشركة ماهان من على مسافة آمنة، تصل إلى ما يقارب 1000 متر مساء الخميس، بهدف ضمان سلامة قوات التحالف في قاعدة التنف، مضيفة أنه فور التحقق من الطائرة وركابها، جرى الابتعاد عنها، وقد تمت تلك العملية وفق المعايير الدولية المرعية الإجراء، غير أن صراخ الملالي ارتفع عبر هيئة الطيران المدني التي زعمت أن الطائرتين الأمريكيتين هددتا حياة مدنيين، وفقا لوكالة أنباء “إيرنا”، وهو ما لم يحدث وفقا للقيادة المركزية الأمريكية، مبينة أن الإجراء طبيعي، خاصة وأن شركة ماهان إير التي تتبع لها الطائرة، مدرجة على قائمة العقوبات الأمريكية لنقلها أسلحة لمقاتلين مرتبطين بإيران في سوريا وأماكن أخرى، بما ينتهك قواعد سلامة الطيران المدني، وسبق لأحد قادة قوات فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني في سوريا، نصرت الله بور حسيني، القول إن “طائرات شركة ماهان كانت تساعدنا في نقل القوات إلى سوريا رغم أن مطار دمشق كان تحت القصف”.
وبينما وصلت الطائرة الإيرانية من طهران إلى بيروت بسلام، ثم وصلت عادت أمس إلى طهران، أرجع خبراء الإصابات الطفيفة لأربعة ركاب إلى خطأ الطيار الإيراني وذعره، الذي دفعه إلى تغيير الارتفاع بشكل حاد ومفاجئ.
وفيما تستغل إيران إجراء تحقيق بسيط لطائرة ماهان، للترويج لأكاذيبها، لاتزال تتهرب وتراوغ في جريمة إسقاط الحرس الثوري لطائرة الركاب الأوكرانية، التي راح ضحيتها 176 راكباً، رغم أن الطائرة كانت تحلق في منطقة مدنية قرب مطار طهران، ولم تسلم إيران الصندوقين الأسودين للطائرة لفحصهما في فرنسا إلا قبل أسبوع وبعد أكثر من 6 أشهر من الكارثة، كما أنها تناور في ملف تعويضات أسر الضحايا، ولم تقدم تفاصيل وافية عن الحادث أو محاكمة المتورطين فيه. وكانت مصادر من داخل وخارج إيران، كشفت أن ميليشيات الحرس الثوري الإيراني استخدمت الطائرة الأوكرانية كدرع بشري دفاعي ليلة الهجمات الصاروخية الإيرانية التي استهدفت قاعدة عين الأسد بالعراق في 8 يناير الماضي، مؤكدة أن الحرس لم يوقف عن عمد حركة الطيران المدني بالتزامن مع العمليات العسكرية ضد القواعد الأمريكية في العراق، مرجعة ذلك إلى أنه كان جزءًا من التدابير العسكرية لاستخدام طائرات الركاب كدروع واقية حال وجود رد من جانب القوات الأمريكية بعد الهجمات الصاروخية.