جاء القرار الملكي الحكيم باستقلال ثلاث جامعات سعودية وهي جامعة الملك سعود وجامعة الملك عبدالعزيز وجامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل ليصب في صالح التنمية التعليمية، وأرى أن ذلك سيكون نقلة نوعية في تطوير التعليم الجامعي والذي سيجني ثمارا متعددة تنعكس بمخرجات متميزة على الجانب التعليمي، وانعكاس إيجابي على جودة التعليم وسيسهم ذلك في تطوير العمل الأكاديمي الجامعي مما من شأنه دعم الأستاذ الجامعي والمساندة في رفع مستويات التنافس في مجالات البحوث وأيضاً التركيز على الجوانب البحثية التي كان للجامعات السعودية بصمتها في ذلك إقليمياً وعالمياً.
إن استقلال الجامعات اليوم سيوفر مجلس أمناء لكل جامعة يقوم باجتماعاته ويدرس وضع كل الأهداف والخطط برؤية مستقلة مع وضع منهجيات ستسهم في التطوير والتفكير بشكل إبداعي بعيداً عن الروتينية التي سيطرت على الجامعات في الفترة الماضية وحتى وقتنا الحالي.
وسيكون استقلال الجامعات فرصة لكل جامعة في إعادة هيكلة الجوانب الأكاديمية والإدارية والمالية والاستثمارية لكل جامعة مع وضع معايير تتواءم مع المرحلة القادمة والتي تتطلب جهودا جبارة ومضاعفة الأعمال في كل الاتجاهات لتسريع وتيرة النتائج، وستكون تجربة رائدة لجامعات آخرى تتنظر دورها في الاستقلال وستكون شاهدة على هذه المرحلة التي مما لا شك فيه إنها تحول هام جداً في تاريخ التعليم العالي في السعودية الحديثة.
وجود هذا الاستقلال من شأنه أن يوقف البيروقراطية المقيتة التي عطلت العديد من الأهداف والرؤى الجامعية، وكانت حائلاً أمام تنفيذ العديد من الخطط المختلفة التي تعطلت بسبب ممارسة المركزية والبيروقراطية واللذين سيكونان في طي النسيان بعد الاستقلال الجامعي والذي قد تضاف إليه مستقبلاً جامعات أخرى.
خطوة تنموية حافلة بالتميز تعكس حرص واهتمام الدولة بالجامعات والتعليم في شتى صوره من ضمن رؤيتنا الواعدة 2030 والتي تجعل المواطن على مواعيد مختلفة مع العطاء والسخاء في كل أبعاد الحياة العلمية والعملية والاجتماعية ونتطلع بشغف إلى الهيكلة التي ستصاحب الاستقلال والمزايا الجديدة التي ستكون في صالح اعضاء هيئة التدريس ومنسوبي الجامعة والطلاب.
نسأل الله التوفيق والسداد وأن نرى مستقبل الجامعات مبهراً ومشبعا بالانجازات في كل المجالات.
Loay.altayar@nco.sa