على أبواب عشر ذي الحجة نقف، لبَّت القلوب مشتاقة ، المرتبطة بأداء نسك شعيرة الحج الركن الخامس من أركان الإسلام ، ومع ظروف العالم الصحية بسبب كوفيد19 ، تنفرد السعودية بتوجيهات قيادتها العظيمة وحرصها على كل شعائر الإسلام ، منبع نهجها ، ومنطلق ركائزها ، كقائدة للعالم الإسلامي باستدلال ملجم لكل أولئك المدعين، ونواعق الغربان ، وضبح البوم ، عبر خلايا الهدم ، وقنوات الفتن ،وتنظيمات الإرهاب والتطرف ، تعمل السعودية من منطلق حرصها على تعظيم شعائر الله ،
وبإمكانياتها المتاحة الجبارة التي أثبتت بعون الله وتوفيقه ثم سياسة ودعم مولاي الملك سلمان خادم الحرمين الشريفين -أيّده الله بنصره وتوفيقه-وسمو سيدي ولي العهد الأمين – حفظه الله وسدده- بتوجيه الوزارات بكافة قطاعاتها لاستقبال ضيوف بيت الله الحرام من مواطنين ومقيمين وفق إجراءات محددة منظمة منطلقة من تعظيم شعائر الله فإن تعظيمها من تقوى القلوب ، فعلى امتداد العهد السعودي منذ عهد المؤسس – طيب الله ثراه -ودخوله مكة مسالماً لأهلها إبان اكتمال عقد التوحيد لهذا الكيان في يوم ٢٢ من جمادى الآخرة لعام ١٣٤٤هـ – ١٧ ديسمبر ١٩٢٥م وجه بتسخير وتهيئة كافة المشاعر المقدسة وإمدادها بالخدمات لضيوف الرحمن من منطلق الشعور بالمسؤولية وإيماناً برسالة هذه الدولة لتكون قلبا حاضناً لكافة أقطار العالم الإسلامي ، نابضاً بالسلام ، وعلى هذا سار أبناؤه الملوك – رحمهم الله – من بعده في صور خالدة من الاهتمام والرعاية ، والعمل الدؤوب لخدمة ضيوف الرحمن ، وبإحساس المسؤولية الجسيمة والأمانة تجاه أمتهم حتى وقتنا الحاضر والذي تعصف بالعالم أجمع أحداث متراكمة ، تظل المملكة العربية السعودية بنهجها الوسطي ، مؤمنة بعمق رسالتها الإسلامية باعتدال هي صمام الأمن والأمان للأمة ، ولاسيما خدمة حجاج بيت الله الحرام أثبتت تفرداً عبر التاريخ جليل خدماتها ، وعظيم وقفاتها وتفردها بالرفادة ، والسقاية ، والحماية، مقدمين دروساً ملجمة لكل أرعن سياسة ، وحاسد مكانة ، وفاقد أمانة ، بأن المملكة العربية السعودية متمسكة بهذا الشرف العظيم ، بلا مساومة ولا تسييس ، الكل ضيوف الرحمن ، فعلى نفقة مولاي – أيّده الله – حجاج المسلمين من كل أقطار العالم ، أهلنا من دول الجوار ، وذوي شهداء فلسطين الغالية ، وذوي شهداء التحالف العربي ، وشهداء الواجب.
وإلى هذا الشرف ، تشرف بخدمة متطورة وآلية رائعة في إدارة الحشود ، لموسم حج مبرور، وسعي مشكور فالقيادة والشعب بكم مرحباً ، وعبر أثير الفضاء ، سخرت قنوات بمختلف اللغات ، بمنهج وسطي ، ملحمة الوقوف بين يدي الرحمن في وحدة أمام الخالق سبحانه بلا تفرقة تتشرف المملكة العربية السعودية بأن تقدم خدماتها لتجسد رسم سياستها المنبثقة من دين قويم، وأن نهجها هو خدمة الإسلام والمسلمين بما يجمع كلمتهم ويحقق وحدتهم، نستلهم هذا العام صوراً من تاريخ مشرِّف من شرف الخدمة والرعاية والحماية ، بموسم احترازي أتيح فيه إقامة الشعيرة ،وفق إجراءات احترازية ، لمن هم على هذه الثرى مواطنين ومقيمين كافة فهذا الوطن عنوان التعايش ، موسم احترازي تثبت فيه الكفاءة والقدرة ، بدلالات على تعظيم شعائر الله والحرص على إقامتها بكل يسر وسهولة ، ليظل هذا الشرف لبلادنا حكومة وشعباً حتى يرث الله الأرض ومن عليها.