القاهرة – عمر رأفت
أكد مجلس الدفاع الوطني في مصر برئاسة الرئيس عبد الفتاح السيسى، أن الأمن الليبي يشكل جزءاً لا يتجزأ من الأمن القومي المصري والعربي، مشدداً على سعي مصر لتثبيت الموقف الميداني الراهن وعدم تجاوز الخطوط المعلنة، بهدف إحلال السلام بين جميع الفرقاء والأطراف الليبية.
ونوه المجلس خلال اجتماعه، أمس (الأحد)، إلى أن الملف الليبي يعتبر أحد الأولويات القصوى للسياسة الخارجية المصرية، في ظل أواصر العلاقات القوية التي تربط بين البلدين، وأن مصر لن تدخر جهداً لدعم الشقيقة ليبيا ومساعدة شعبها على العبور ببلادهم إلى بر الأمان وتجاوز الأزمة الحرجة الحالية، مشدداً على الالتزام بالحل السياسي كسبيل لإنهاء الأزمة الليبية، وبما يحقق الحفاظ على السيادة والوحدة الوطنية والإقليمية للدولة الليبية، واستعادة ركائز مؤسساتها الوطنية، والقضاء على الإرهاب ومنع فوضى انتشار الجماعات الإجرامية والميليشيات المسلحة المتطرفة، وكذلك وضع حد للتدخلات الخارجية غير المشروعة التي تساهم بدورها في تفاقم الأوضاع الأمنية وتهديد دول الجوار والسلم والأمن الدوليين، مع ضمان التوزيع العادل والشفاف لمقدرات الشعب الليبي ومنع سيطرة أي من الجماعات المتطرفة على هذه الموارد.
وفي السياق ذاته، ذكرت تقارير صحفية أن حكومة ما تسمى بالوفاق المدعومة من تركيا بدأت في حشد ميلشياتها الإرهابية المدعومة من أنقرة من أجل التوجه إلى سرت خلال الأيام المقبلة، فيما قال الجيش الليبي إن السواحل المقابلة لمدن سرت ورأس لانوف والبريقة، شهدت انتشار كثيفا للدوريات البحرية التابعة له.
وقلّل مسؤول عسكري بالجيش الليبي من أهمية تلك التحركات والتعزيزات العسكرية التي تقوم بها قوات الوفاق المدعومة من تركيا حول مدينتي سرت والجفرة، وقال إن اندلاع معركة عسكرية أمر مستبعد. وأوضح خالد المحجوب مدير إدارة التوجيه المعنوي بالقيادة العامة للجيش الليبي، أن تركيا لن تجازف وتغامر بالهجوم والتقدم نحو خط سرت والجفرة بعد دخول مصر على الخط، خوفا من التورّط في معركة طويل الأمد وغير محسوبة العواقب خاصة بعد الضربات والخسائر التي تلقتها في قاعدة الوطية، مشيرا إلى أن قوات الجيش تتابع كل التطورات على مدار الساعة ومستعدة للتعامل مع أي هجوم عسكري للميليشيات والمرتزقة وجاهزة للدفاع عن المدن الليبية وعلى ثروات الليبيين.
وقطع المتحدث باسم الجيش الوطني الليبي، اللواء أحمد المسماري، في وقت سابق، بأن الساعات المقبلة ستشهد معركة كبرى في محيط سرت والجفرة.
وفي سياق متصل، وجه وزير الخارجية اليونانى، نيكوس دندياس، اتهامات إلى تركيا بانتهاك سيادة جمهورية قبرص، محذراً أنقرة من استمرار سياستها العدوانية التوسعية. وقال إن الدفاع عن السيادة اليونانية ضد استفزازات تركيا غير قابل للتفاوض، مضيفا أن تركيا تنتهك قانون البحار الدولي في المتوسط.
فيما أفادت صحيفة “فاينانشيال تايمز” أمس، أن رؤية السياسة الخارجية التركية المتزايدة التي اتبعها أردوغان على مدى السنوات الأخيرة أثارت قلق الحلفاء التقليديين لتركيا وأثارت مخاوف خصومها الإقليميين، لا سيما بشأن المطالبات المتنافسة على حقوق حفر الغاز في شرق البحر المتوسط، مشيرة إلى أن أنقرة تبنت نهجاً عدوانياً بشكل متزايد تجاه تركيا وشمال قبرص لاستغلال موارد الهيدروكربونات في شرق البحر الأبيض المتوسط.