متابعات

فضاءات واسعة ومجالات متعددة لخدمة المجتمع

جدة – صبحي الحداد

مع تفشي جائحة كورونا ، قامت جامعة الملك عبد العزيز في جدة ممثلة في قسم الغذاء والتغذية بنشر معلومات مفيدة ودراسات مؤكدة عن الفيروس ، وأوجدت مشروعا لتصنيع اجهزة تنفسية بأيدٍ سعودية هو نتاج دراسة علمية تحولت الى منتج ملموس وفقا لما ذكرته جميلة بنت محمد هاشمي برفيسور التغذية العلاجية بالجامعة فضلا عن التعريف بأهم الاطعمة التي ترفع من مناعة الانسان في ظل هذه الجائحة، وتعريف المجتمع بأهم الاطعمة التي تساعد على تقليل التوتر والشعور بالإحباط، وتجنب السمنة وزيادة الوزن بسبب المكوث في المنزل لمدة طويلة ونشر ابحاث عن الحبة السوداء والبابونج والقسط الهندي والعسل كعلاج او مساعد في رفع المناعة.

نشر الوعي وخدمة المجتمع

لعل ما قامت به جامعة الملك عبد العزيز اثناء الجائحة العالمية يمثل الدور المامول من الجامعات في نشر الوعي والثقافة وخدمة المجتمع والانفتاح على المجتمع وتفاعلها مع مجتمعها والبيئة المحيطة ،ما ينسجم والدعوة لانفتاح الجامعات على المجتمع وخروجها من أسوارها العالية ، الى فضاءات واسعة ومجالات متعددة لخدمة المجتمع، والمشاركة في وضع الخطط والبرامج للارتقاء بمستواها، وتنمية المجتمعات المحلية والمساهمة في حل مشكلاتها الاجتماعية والاقتصادية والثقافية ،وهو ما دعا اليه مؤخرا صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل لدى استقباله رئيس جامعة الطائف المعين حديثاً الدكتور يوسف عسيري ، وجاء متزامنا مع صدور موافقة المقام السامي على تسمية ثلاث جامعات لتكون ضمن الجامعات التي يُطبق عليها نظام الجامعات الجديد، وهي جامعة الملك سعود، جامعة الملك عبدالعزيز وجامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل، بما يمكنها حسب وزير التعليم رئيس مجلس شؤون الجامعات الدكتور حمد بن محمد آل الشيخ، من الاستقلالية المنضبطة في بناء لوائحها الأكاديمية والمالية والإدارية، وإقرار تخصصاتها وبرامجها وفق الحاجات التنموية وفرص العمل في المنطقة التي تخدمها، بما يحقق دورها فـي الـربط بـين التعلـيم والمجتمع.

أدوار جديدة للجامعات السعودية
والى ذلك أجمعت آراء نخبة من الاكاديميين الذين اكدوا على أهمية الادوار الجديدة للجامعات السعودية في تحمل مسؤولياتها في بناء الإنسان وخدمة وتنمية وتطوير مجتمعاتها المحلية عبر خروجها من وراء أسوارها وانفتاحها على المجتمع حيث يرى الاستاذ الدكتور منصور ابراهيم سليمان عميد كلية الصيدلة بجامعة رفحاء سابقاً ان اهم دور للجامعات في المناطق النائية هو تخريج القادرين والمدربين علي التفكير النقدي والمنطقي والعقلاني والموضوعي لاعادة تشكيل الفكر الجمعي للأحسن والصرف علي جودة ونوعية التعليم والتركيز علي النشاط اللاصفي وزيادة جرعات القدرة علي الحصول علي المعلومات واختبار مدي صحتها وحسن استخدامها.

تجسير الفجوة بين الجامعات والمجتمع
ولتجسير الفجوة بين الجامعة والمجتمع يدعو الاستاذ الدكتور رشاد بن رزق محمود الهندي استاذ ميكروبيولوجي الغذاء بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة ، الى تفعيل دور معاهد البحوث والاستشارات وعمادات خدمة المجتمع والتعليم المستمر وغيرها في جامعات المملكة، والتواصل بينها وبين مؤسسات المجتمع الحكومية والخاصة وتوفير الدعم المعنوي والمادي لها لتحقيق هذه المهمة كي نؤطر لعلاقة مستدامة وفوائد مشتركة لكل الاطراف ، في الوقت عينه الذي اكدت فيه الدكتورة هدى أحمد الذماري أستاذ مساعد قسم المواد العامة بجامعة الملك عبد العزيز أهمية العمل البحثي الجماعي في الجامعات، وضرورة إنشاء مجموعات بحثية من تخصصات مختلفة، أو متشابهة هدفها الأول كتابة الأبحاث العلمية بصفة دورية وترشيح مجموعة من أعضاء وعضوات هيئة التدريس في مجال عمل هذه الأبحاث الجماعية، وإن لزم الأمر تخفيض الأنصبة لتفريغهم لكتابة الأبحاث، ومن الممكن الاستعانة بالمحاضرين، أو طلبة الدراسات العليا، أو طلاب مرحلة البكالوريوس ممن يعرف عنهم الجدية والعزيمة والقدرة على الإنتاج، ويكون العمل والتنظيم في كتابة هذه الأبحاث وفق آلية تحددها رئاسة مجلس الجامعة وإصدار موسوعات علمية شاملة عن الثروات الطبيعية المتنوعة الموجودة في المملكة، يقوم على تأليفها أعضاء وعضوات الجامعة، عن طريق العمل الميداني والرحلات الاستكشافية، ومن خلال هذه الأبحاث سيظهر لهؤلاء الباحثين كيفية استثمار هذه الثروات، وطرق تطويرها بهدف زيادة إنتاجيتها ما ينتج عنه تطويرللعلوم، إقامة المشاريع، زيادة في فرص العمل ، القضاء على البطالة وزيادة الوعي. وعمل استبانات تصنيفية لطلبة الجامعات حسب الميول والرغبات والمواهب التي يتقنها الطلاب والطالبات، وهذا التصنيف سيعطينا العدد الحقيقي للمهن الواعدةوالمستقبلية المطلوبة بعد التخرج مع زيادة ونشر المسابقات الثقافية المتنوعة لجميع فئات المجتمع، والتشجيع على حل المسابقات بهدايا رمزية أو بشهادات تقديرية.

التعرف على احتياجات سوق العمل
وفي هذا السياق يقترح الدكتور عبدالحليم حسن لبان الاستاذ المساعد بكلية علوم البيئة قسم الأرصاد الجوية بجامعة الملك عبدالعزيز التوسع فى اللجان الاستشارية فى الكليات لتشمل اكبر عدد من المستفدين من خريجى الكليةووجود لجنة من أعضاء هيئة التدريس للتعرف على احتياجات سوق العمل وتعديل البرامج تبعا لهذه الاحتياجات واعداد برامج مرنه تستطيع التأقلم مع مستجدات سوق العمل وذلك من خلال ايجاد عدد من المسارات فى البرامج او زيادة عدد ساعات المقررات الاختيارية مما يوسع فرص مرونة هذه البرامج وايجاد مشروعات بحثية تحقق متطلبات خاصة بسوق العمل ، يمكن ان تمول بين الجامعة والهيئات خارج الجامعة وإنشاء مراكز استشارية من أعضاء هيئة التدريس وخبراء من الخارج لحل المشكلات التى تواجه سوق العمل. بمثل هذه المقترحات والخطط والبرامج ، يمكن للجامعات ان تخرج الى ما وراء اسوارها ، والانفتاح على المجتمع والتعرف على مشكلاته ، والعمل على حلها ونشر الثقافة والوعي بين مختلف شرائح المجتمع والنهوض به.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *