يختلف البشر كل البشر وفقا للطباع والثقافة والتربية في مجال الاطروحات الاجتماعية فهناك من يتقن الانصات وآخر يستطيع اسر الآخرين بالقدرة على الاقناع والتأثير بحصافة تكتنز نظافة مفعمة بحسن النية وصدق المقصد زاخرة بالتمكن وملمة بمجال وجوانب الحديث والتخصص. ذلك ان مثل هؤلاء امتازوا عن غيرهم بنقاء السريرة وسعة البال واحترام الآخر والعزم على نشر الفضيلة وتقديم النقد بقالب مليء بالاحترام والانصاف ويطلق على تلك الفئة الموضوعيين او الصادقين المتجردين من المصالح الذاتية والكراهية.
وبالمقابل فهناك سذج يطرحون الرأي دون دليل ويحاورون بأساليب منفرة حيث لا تجد نصائحهم صدى يمكن ذكره نظير عدم ادراكهم لوضع الكلم في موضعه اضافة الى عدم القبول جراء انفعالات لفظية لا تليق بحكم الحاجة التي في نفس يعقوب.
اما الفئة الثالثة اعاذنا الله من شرورها فهي المستميتة لإحداث الضرر ويطلق على هؤلاء اعداء النجاح وهم بالمناسبة مدركون اكثر من غيرهم بخطأ تلك الممارسة فمهما حاولت اقناع تلك الفئة بالمغالطات التي يطرحونها من باب حرية الانتقاد ومهما واجهتهم بالأدلة القاطعة بعدم كفاءتهم والمامهم فلن تجد سوى الصلف والتشنج والاصرار وقد يصل الامر الى اطلاق مفردات لا تليق بعاقل فالهدف العام لديهم لا يتجاوز الغيرة والانتصار للذات وفي كل المجتمعات اضحى واضحا للعيان الطيب من الخبيث.
لسنا ملزمين بالتعامل مع فئة المحبطين الساعين لتحقيق مآرب شخصية من باب العمل للتقليل من جهود الآخرين ولا شيء غير هذا وعلينا ان نعمل ونجتهد ونعيش الحياة بعيدا عن سيئات رهط هؤلاء فرؤاهم يجب ان لا تمثل شيئا خاصة اذا اتضح جهلهم بالمهمة والامكانات والظروف فالإنتاج المهني على سبيل المثال لا يمكن تقييمه عبر من يجهل المهنة ولا قبول للإفتاء المجاني من قبل غير متابع بل لا يجوز الافتاء بالطب في حضرة طبيب ولا بالهندسة بوجود متخصص فقد ولى زمن الحديث في كل شأن وتوزيع الانتقادات يمينا وشمالا خاصة من المصادر المجهولة التي لا تخرج للشمس وبقي دور المتخصص القادر الكفء الحصيف.
يقظة:
قمة المتعة أن تجالس شخصا يكرهك ويغتابك كثيراً ومع ذلك يبين لك العكس هذا كافٍ بأن يخبرك أن لحضورك هيبة قادرة على تحويله لمنافق جبان.
د. غازي القصيبي رحمه الله.
تويتر falehalsoghair
hewar2010@gmail.com