البلاد – رضا سلامة
وصل التخبط الإيراني منتهاه في التعاطي مع الانفجارات المتتالية في مؤسسات استراتيجية من بينها محطات نووية، خاصة منشأة نطنز، ففيما صدرت تصريحات رسمية بأنه لم يتم التوصل إلى نتيجة نهائية ولا يمكن إصدار حكم دقيق حول التفجيرات، أكدت تصريحات أخرى اعتقال عدد من أعضاء جماعات مناهضة للملالي ومحاكمتهم وإصدار إحكام ضدهم، في حين، أفاد تقرير أمريكي نشرته صحيفة “نيويورك تايمز” بأن واشنطن قد توجه ضربة موجعة لـ4 ناقلات نفط إيرانية في طريقها إلى فنزويلا، إذ تعهدت أمريكا بعدم السماح لها بشحن حمولتها من النفط الإيراني.
وعلى الرغم من أن تقرير المعهد الدولي للعلوم والأمن بواشنطن، أكد أن تداعيات انفجار منشأة “نطنز” لا يمكن إصلاحها وتسببت في انتكاسة كبيرة لقدرة إيران على استخدام أجهزة الطرد المركزي المتقدمة على نطاق واسع ولسنوات قادمة، يزعم المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، عباس موسوي، أن الحادث ليس له تأثير على الأنشطة النووية، فيما تتعمد السلطات الإيرانية الاستفادة من الوقعة لتصفية المعارضين، باعتقال عدد منهم بتهم التجسس والعمل لصالح أجهزة مخابرات أجنبية ومعاداة النظام وفقا لما نقلته وكالة أنباء “فارس” الإيرانية، أمس (الاثنين) على لسان رئيس محكمة الثورة في محافظة كرمان، أحمد قرباني، في ظل تقارير تتحدث عن اشتراك مجموعات معارضة في ضرب المواقع النووية والعسكرية الإيرانية التي تعرضت إلى انفجارات متعددة خلال الأيام والأسابيع القليلة الماضية.
وجاء الإعلان عن إصدار أحكام على أشخاص بادعاء مشاركتهم في تفجيرات لم يتم التوصل إلى نتائج أو حتى استنتاجات حول ملابساتها، ليذكر بفساد وعدم مهنية القضاء الإيراني وتسييسه لخدمة النظام، واستذكر مراقبون اعتقال أكثر من 100 مواطن بتهمة الاشتراك في اغتيالات عملاء نوويين عام 2012 وإعدام أحدهم (جمال فشي)، حيث تبين بعد خمس سنوات أن كلهم أبرياء، وتم اعتقالهم ضمن تنافس بين وزارة الاستخبارات الإيرانية وجهاز استخبارات الحرس الثوري، وللتغطية على فشل تلك الأجهزة في الكشف عمن يقف وراء تلك الاغتيالات.
وبحسب تقارير غربية، العمليات الأخيرة في المنشآت النووية الإيرانية تشير إلى “انهيار أمني” في الحرس الثوري، مدللة على ذلك بأن منشآت إيران شهدت 7 عمليات مدمرة في الأسبوعين الماضيين، كان آخرها انفجار في منشأة نطنز للتخصيب، ونقلت عن محللين أمنيين قولهم إنه: “في السنوات من 2010 إلى 2013، حقق الحرس الثوري نجاحًا في مواجهة الاختراقات الأمنية للمنشآت النووية، إلا أنه في السنوات الأخيرة كانت هناك علامات على وجود ثغرات في الطبقات الأمنية في إيران.