الرياض- البلاد
ينظم مركز البحوث والتواصل المعرفي بالتعاون مع مركز الدراسات الصيني العربي للإصلاح والتنمية التابع لجامعة شنغهاي للدراسات الدولية غدا الأربعاء ندوة مشتركة بمناسبة الذكرى الثلاثين لتأسيس العلاقات الدبلوماسية بين السعودية والصين، تحت عنوان “استعراض الماضي والتطلّع للمستقبل”.
ويشارك في الجلسة الافتتاحية لهذه الندوة كل من سفير خادم الحرمين الشريفين لدى جمهورية الصين الشعبية تركي بن محمد الماضي، وسفير شؤون منتدى التعاون الصيني العربي بوزارة الخارجية الصينية لي تشنغ ون.
كما ستقدم العديد من الأوراق في الندوة حول الشراكة الإستراتيجية الشاملة بين الصين والسعودية، عن طريق كل من المستشار الاقتصادي والباحث في الشؤون الصينية الدكتور ماجد بن برجس العتيبي، والباحث في معهد دراسات الشرق الأوسط بجامعة شنغهاي للدراسات الدولية الدكتور دينغ جون، والباحث في مركز البحوث والتواصل المعرفي هيثم محمود السيد، والباحث المشارك بمركز الدراسات الصيني العربي للإصلاح والتنمية ونائب عميد كلية الدراسات العربية بجامعة نينغشيا الدكتور جين جونغ جي.
وفي الجلسة الختامية للندوة سيتحدث كل من رئيس مركز البحوث والتواصل المعرفي الأستاذ الدكتور يحيى محمود بن جنيد، ومدير لجنة الخبراء لمركز الدراسات الصيني العربي للإصلاح والتنمية الأستاذ الدكتور تشو وي ليه.
زيارات متبادلة
منذ انطلاقة العلاقات السعودية الصينية بشكل رسمي في عام 1990م بعد اتفاق البلدين على إقامة علاقات دبلوماسية كاملة بينهما وتبادل السفراء وهي تشهد تقدماً مطرداً في شتى المجالات يعززها رغبة قيادتي البلدين في الدفع بها إلى آفاق أرحب.
وكان خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ، حفظه الله ، قد زار الصين عام 1999م حينما كان أميرًا لمنطقة الرياض، وفي عام 2014م عندما كان وليًا للعهد، والثالثة في مارس 2017 م حيث استقبله فخامة الرئيس شي جين بينغ رئيس جمهورية الصين الشعبية، وذلك في قاعة الشعب الكبرى في بكين.
ونتج عن ذلك توقيع العديد من مذكرات التفاهم في الاستثمار والتعاون في علوم وتقنية الفضاء، وبرنامج التعاون الفني في المجال التجاري، ومذكرة التفاهم بشأن إسهام الصندوق السعودي للتنمية في تمويل مشروع إنشاء مبان جامعية في إقليم سانشي.
كما جرى على هامش منتدى الاستثمار السعودي الصيني توقيع 21 اتفاقية استثمارية بين القطاع الخاص في البلدين في مجالات الاستثمار والطاقة والبتروكيماويات والمقاولات وتقنية الاتصالات.
وكان الرئيس الصيني شين جين بينغ قد زار المملكة في شهر يناير عام 2016م، وعقد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله – جلسة مباحثات مع فخامته في قصر اليمامة بالرياض ووُقع خلال الزيارة 14 اتفاقية ومذكرة تفاهم بين حكومتي المملكة والصين.
وشهدت العلاقات الاقتصادية بين البلدين الصديقين التوقيع على العديد من الاتفاقيات في مختلف المجالات سواء ما يتعلق باتفاقيات ثنائية بين الحكومتين أو اتفاقيات بين رجال الأعمال في البلدين , حيث ترتكز معظم صادرات المملكة إلى الصين في البترول.
وبلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين في عام 2017م (174,325) مليون ريال، منها (76,971) مليون ريال واردات من الصين و(97,354) مليون ريال صادرات سعودية للصين ويميل الميزان التجاري لصالح الصين بشكل طفيف.
شراكة استراتيجية
وتحتل الصين المرتبة الأولى من بين أكبر (10) دول مستوردة من المملكة، وتمثل نسبة ما تستورده الصين من المملكة (12.1%) من إجمالي صادرات المملكة لدول العالم.
وشهدت العلاقات السعودية الصينية خلال الفترة الماضية تميزًا كبيرًا انعكس إيجابًا على تعزيز التعاون بين البلدين، وترجم ذلك في افتتاح منتدى الاستثمار السعودي الصيني الذي أقيم في مدينة جدة في اغسطس 2017م، حيث أبرمت المملكة والصين 11 اتفاقية جديدة تقدر قيمتها بنحو 20 مليار دولار، وتأتي هذه الاتفاقيات ضمن الشراكة الإستراتيجية بين البلدين، كما تأتي مكملة لـ60 مذكرة تفاهم موقعة بين المملكة والصين، وبين الشركات في البلدين.
زيارة الأمير محمد بن سلمان
وفي شهر ذي القعدة 1437 هـ تعززت العلاقات السعودية الصينية بشكل كبير حيث قام صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز بزيارة إلى جمهورية الصين الشعبية بناءً على توجيه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود واستجابة لدعوة الحكومة الصينية، حيث التقى سموه فخامة الرئيس شين جين بينغ رئيس جمهورية الصين الشعبية، ودولة نائب رئيس الوزراء الصيني تشانغ قاو لي، وعدد من المسؤولين.
واستعرضت اللقاءات الجهود التنسيقية المشتركة المبذولة لتعزيز التعاون بين المملكة والصين في مختلف المجالات بما يتلاءم مع رؤية البلدين في تعزيز مكانتهما الدولية واستثمار الموارد المتاحة في كلا البلدين بما يحقق المصالح المشتركة.
كما رأس سمو الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ونائب رئيس الوزراء الصيني خلال الزيارة الاجتماع الأول للجنة السعودية الصينية المشتركة رفيعة المستوى، حيث وقعا على اتفاقية إنشاء لجنة مشتركة سعودية صينية رفيعة المستوى ومحضر أعمال الدورة الأولى للجنة، كما شهدا توقيع 15 اتفاقية ومذكرة تفاهم بين حكومتي البلدين.
وفي نفس الزيارة وقعت مدينة الملك عبدالله للطاقة الذرية والمتجددة مذكرة تفاهم مع المؤسسة الصينية الوطنية للطاقة النووية بشأن بناء القدرات البشرية في مجال الاستخدامات السلمية للتكنولوجيا النووية.
ويأتي توقيع مذكرات التفاهم في إطار اتفاق التعاون المبرم بين حكومتي البلدين عام 2012م، في شأن تطوير الاستخدامات السلمية للطاقة النووية، بهدف بناء قطاع الطاقة الذرية المستدام في المملكة.