جدة- البلاد
تأتي دعوة وزير الصحة الدكتور توفيق الربيعة لكل من تظهر عليه اعراض كورونا من المواطنين والمقيمين كارتفاع درجة الحرارة الذي قد يرافقه ضيق في التنفس أو سعال، بالذهاب فوراً الى احدى عيادات (تطمن) التي خصصتها الوزارة حتى لا تتطور حالته، مؤكدا أن المُراجع سيحصل في (تطمن) على تقييم لحالته الصحية، ووضعه على البروتوكول العلاجي المناسب، أو نقله لمستشفى إذا كانت حالته تستدعي التنويم. وتأتي هذه الدعوة من وزير الصحة بالتوجه الى عيادات “تطمن” متزامنة مع وصول اعداد الاصابة بفيروس كورونا الى حاجز ال 200 الف اصابة ، ليطرح السؤال نفسه عن ما الذي اوصلنا الى هذا الرقم من جهة ، وليؤكد من جهة اخرى ان الدراسات لا تخون، وذلك عندما كشف الربيعة قبل ثلاثة شهور من الآن وفي 6 ابريل الماضي بالتحديد ، عن ان 4 دراسات قام عليها خبراء سعوديون ودوليون، توقعت ارتفاع أعداد الإصابات مستقبلا ، مشيرا إلى أن هذه الدراسات توقعت أن يصل الحد الأدنى للحالات في المملكة 10 آلاف و200 ألف في الحد الأقصى ، مؤكدا في الوقت عينه أن وعي المواطنين والمقيمين سيؤثر بشكل كبير على عدد الإصابات بالفيروس.
ويأتي رهان وزير الصحة على وعي المواطن والمقيم في التقليل من الاصابات ، للتشديد على ضرورة الالتزام الصارم بإجراءات التباعد الاجتماعي ، فمما لاشك فيه أن التزامنا بالتعليمات والإجراءات بحذافيرها يقلل من أعداد الإصابات إلى الحد الأدنى بينما يؤدي عدم الالتزام إلى ارتفاع هائل في أعداد الإصابات ، ولهذا فان ارتفاع أعداد الإصابات في المرحلة المقبلة من عدمه يعتمد بالدرجة الأولى على تعاون الجميع والتزامهم بالإرشادات والتوجيهات، بعد ان قامت الدولة بواجبها كاملا للحد من انتشار الفيروس واتخذت حزمة متلاحقة من الاجراءات الوقائية والاجراءات الاحترازية في مواجهة الجائحة سبقت اليها المملكة فكانت محل اشادة وتقدير من الأسرة الدولية.
اجراءات التباعد الاجتماعي
جهود ضخمة بذلتها المملكة لمواجهة خطر تفشي كورونا في اطار مبدأ ثابت قام ويقوم على “الانسان أولاً” حيث لم تكن هذه هي المرة الاولى التي تشهد حرصا غير مسبوق من المملكة على سلامة المواطن والمقيم والزائر على حد سواء، فقد اجهضت المملكة تفشي امراض وفيروسات وجراثيم فتكت بالإنسانية على مر العصور، وقد ضربت المملكة في مكافحة الجدري والسل والجذام وحمى الوادي المتصدع وانفلونزا الطيور وانواع عديدة من اعراض الانفلونزا بما فيها كورونا الذي ضربها قبل سنوات ، المثل الاعلى في وضع الانسان وسلامته في اولويات اهتمامها.
وقد تمثلت حزمة الاجراءات الاحترازية التي سبقت بها المملكة دول العالم في الحد من انتشار الفيروس ،في تعليق العمرة مؤقتا واغلاق المدارس والجامعات وتعليق الرحلات الدولية ومنع التجمع في الاماكن العامة والاكل في المطاعم والبقاء في المنازل والدراسة والعمل عن بعد وتفعيل الخدمات الإلكترونية وإغلاق الأسواق والمجمعات التجارية وإغلاق محلات الحلاقة الرجالية وصالونات التجميل النسائية وعزل القادمين من الخارج لمدة 14 يوما وعدم المصافحة ورفع شعار “خلك في البيت” وغيرها من الاوامر والقرارات والاجراءات التي تصب في صالح المواطنين والمقيمين وقاية لهم من الاصابة بالفيروس، توجته اخيرا بقرار اقتصار حج هذا العام على اعداد محدودة من حجاج الداخل لمختلف الجنسيات للحفاظ على سلامتهم وعلى الامن الصحي العالمي.
تهاون وعدم التزام بالاحترازية
وزير الصحة ارجع أسباب ارتفاع إصابات كورونا للفحص الموسع والمسح النشط الذي يتم من خلاله سرعة تقصي وعلاج الحالات بشكل عاجل وتتبع الحالات والبحث عنها والوصول لها قبل انتشارها وقبل أن تسوء الحالات ، منوها الى أن الحالات الأكثر خطورة للإصابة الشديدة بالفيروس من هم أكبر من ٦٥ سنة أو لديهم أمراض مزمنة أو لديهم صعوبات تنفسية ، فيما استندت توقعات ارتفاع حالات الاصابة بالفيروس، الى تهاون بعض أفراد المجتمع بالالتزام بالإجراءات الاحترازية وعدم تطبيق بعض أفراد المجتمع لشعار “كلنا مسؤول”، وعدم التعامل مع خطورة الوباء بالجدية الكافية، وعدم الالتزام بما يصدر من تحذيرات تشدد على خطورة المخالطة والتجمعات.
وقد ظهر هذا في
ممارسات وسلوكيات من البعض في الاستراحات والبر خلال الأيام الماضية وبعد عودة الحياة الى طبيعتها.
كما ان الأوامر الخاصة بمنع التجول والتي تم اتخاذها بالتدرج ، تعرضت – للأسف الشديد- لبعض الخروقات والمخالفات حيث اشارت الدراسات إلى أن معدل الحركة المرورية خلال الأربع والعشرين ساعة، لا يزال مرتفعاً جداً بنسبة 46 % من إجمالي الحركة المرورية في الأيام الاعتيادية ، منوها إلى أن قرار منع التجول الذي اتخذته المملكة يأتي في إطار السعي لتقليل الحرك المرورية والتخفيف من التجمعات، بهدف الحد من انتشار الفيروس.
ومن جانبه كشف الناطق باسم وزارة الصحة ، الدكتور محمد العبد العالي، في مؤتمر صحافي سابق عن أسباب ارتفاع حالات الإصابة بفيروس كورونا في المملكة، أن عددا من المصابين يتأخرون في الذهاب إلى المستشفى ما يتسبب في انتشار العدوى، فيما أشار إلى أن وبائية المرض في أية منطقة جغرافية تتأثر بعوامل متعددة، منها سرعة الانتشار.
الالتزام الصارم يكبح الجائحة
أن عودة الحياة لا تعني أن الجائحة انتهت، فالفيروس ينتشر ولا يوجد علاج له، ولذا فإن انخفاض أعداد المصابين، رهن بالالتزام الصارم بالإجراءات الاحترازية كأهمية التباعد الاجتماعي بتجنب المجموعات الكبيرة والحرص على وجود مسافة مترين من الآخرين وتجنب المصافحة وارتداء الكمامة والحرص على غسل اليدين والابتعاد عن ملامسة الأسطح أو لمس الوجه وسرعة التوجه الى احدى عيادات “تطمن” عند ظهور اي من أعراض كورونا ،ومما يطمئن على تجاوز الجائحة -بإذن الله – هو انتشار هذه العيادات.
وزير الصحة طمأن الجميع مواطنين ومقيمين قائلا: (اطمئنوا أنتم في المملكة العربية السعودية تحت ظل قيادة وضعت صحة الإنسان أولا).
ومن جانبه اكد المتحدث باسم وزارة الصحة الدكتور محمد العبد العالي ، ان نسبة التعافي في المملكة تظل نسبة متميزة ضمن الدول الأعلى تسجيلًا لحالات التعافي عالميا ، فضلا عن ان من العادات الجديدة حرص الجميع على أن يكون الحد الأقصى للتجمعات 50 شخصاً، ومراعاة المساحة ، وتجنب الذهاب إليها عند الشعور بأي أعراض للمرض.
عيادات تطمن خصصت وزارة الصحة 235 عيادة من عيادات «تطمن» في كل مناطق المملكة لخدمة من يعانون من ارتفاع درجة الحرارة فقط، لافتة إلى أن هذه العيادات تعد مبادرة جديدة وفرتها الصحة لخدمة الراغبين في الاطمئنان على صحتهم عند الشعور بأعراض فيروس كورونا من ارتفاع الحرارة أو أعراض تنفسية ، حيث يمكن الذهاب مباشرة إلى هذه العيادات بدون موعد مسبق بدلا من الذهاب إلى أقسام الطوارئ في المستشفيات.
كما أتاحت الصحة خدمة معرفة أماكن عيادات (تطمن) عبر موقعها الالكتروني، حيث توفر الخدمة إمكانية
الاستعلام عن مواقع وأماكن (عيادات تطمن) التي هيأتها الصحة، موضحة أن هذه الخدمة تمكن الشخص من استعراض العيادة الأقرب له، وبدون الحجز المباشر، حيث يتم استقباله في المركز الصحي بدون موعد، كما تعمل هذه العيادات على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع.